رغــم تناقص شعوري بالتفاؤل والأمل في تعليمنا الحالي الذي بات ضعيفا بمخرجاته الهزيلة التي قد لا ترضي تطلعات القيادة، ولا تبهج طموح المجتمع ولا تماهي سوق العمل، كما لا ترقى لإمكانات الوزارة المادية والبشرية بميزانيتها الضخمة ومعلميها وقياداتها التربوية؛ رغم ذلك وجدت أخيرا من يرأف بحالي ويقلل درجات مشاعر الإحباط التي تتناوشني !!
سعدت بالاطلاع على ركن الابتكارات والاختراعات والبحوث العلمية لطالبات المرحلة المتوسطة والثانوية التابعة لمكتب التربية والتعليم بالروابي في منطقة الرياض التي ستدخل الأولمبياد العلمي الذي ترعاه إدارة الموهوبات بذات المنطقة.
شدني الأسلوب العلمي والحماس والانطلاق والثقة التي تشرح بها كل طالبة موهوبة مخترعها أو ابتكارها سواء كان أصيلا لم يسبقها إليه أحد، أو كان تطويرا لمنتج قد لا يناسب بعض الفئات !!
فهذه طالبة تخترع مغسلة متحركة تطلب بالريموت تصلح لكبار السن، وتلك تخترع طريقة لتحويل المحادثة بطريقة خاصة تفيد الصم والبكم، وثالثة تخترع صدرية حساسة للحرارة تصدر صوتا وذبذبات يرتديها الطفل لتقيه بعد مشيئة الله من الحرارة واللهب، ورابعة تغرق في علوم الليزر لعلاج أورام المخ واستئصالها دون جراحة، وأخرى تقلقها عمليات الليزك فتبحث عما يخفف من آثارها السلبية، وأخريات يخترعن جهازا محمولا للكشف عن سرطان الثدي يكون في متناول اليد تكتفي به السيدة عن مراجعة المستشفى، وغيرهن يشغلهن الهدر في استهلاك الطاقة والمياه فيخترعن طريقة لإطفاء التيار الكهربائي تلقائيا بمجرد مغادرة المكان، وما رأيت كيف تشرح إحدى المشاركات فكرة التدخين الصحي لمعالجة التدخين الضار، واختراعات في مجال المرور وقيادة السيارة والمحافظة على الإطارات، والتسوق الذكي وترشيد استهلاك الأموال، واختراعات أخرى رياضية وفكرية رائدة يبرز فيها البعد الإنساني بأجمل أشكاله، ويظهر فيها الحس الوطني بأبهى صوره بعيدا عن الحصول على مردود مادي، مع اتفاق الجميع على أن الفكرة من الاختراع نبعت من معاناة أحد الأقارب أو الصديقات أو من الحاجة أو شعور إنساني تجاه ذوي الظروف الخاصة.
أسعدني ما شاهدته وأفرحتني فكرة رعاية الموهوبات من مكتب التربية والتعليم بالروابي وبالذات من مديرته الأستاذة نهاية بن خنين رغم أنها تنوء بالأعمال الإدارية، والتحديات التربوية في قطاع سكني تكتنفه ثقافات متعددة وأطياف فكرية مختلفة، تساندها باقتدار مساعدتها الأستاذة نوف المفرجي.
كما سرني ما قامت به مدارس رائدة السلام من تشجيع للموهوبات وتكريم لجميع المشاركات إضافة إلى الفائزات؛ مما يجعل القطاع الأهلي شريكا تربويا فاعلا، ويبعد عنه النظرة المادية التي يوصم بها.
ولازلنا بحاجة إلى مساهمة رجال الأعمال في تشجيع الموهوبين والموهوبات، فهم الوجه المشرق في التعليم، وهم الثمرة التي سيجنيها الوطن إذا تُعهدت بالرعاية والاهتمام، ووجدت أرضا خصبة للعطاء.
وأرجو أن تكون رعاية الموهوبين والموهوبات من أولويات برنامج الملك عبد الله لتطوير التعليم حيث تظهر النتيجة باهرة كقرارته ومشرقة كإشراقة ابتسامته - حفظه الله -.
rogaia143@hotmail.com-Twitter @rogaia_hwoirinywww.rogaia.net