محطات التوقف لكل عمل بمثابة الوقود الذي يحفز على العمل والأداء المتقن ومراجعة الأداء بتلافي السلبيات وضخ مزيد من الوقود للإيجابيات ومن ذلك هذه المحطة التي نتوقف فيها اليوم لمراجعة وتقويم مسيرة منتدى ثلوثية الأستاذ: محمد المشوح خلال مشوارها القصير في عمر المنتديات فالمنتدى بنظري الخاص مازال في ميعة الصبا وتيه الشباب وينتظره مشوار طويل قادم لتكون له بصمة ثقافيه مؤثره في الحراك الثقافي في مدينة الرياض عند الرجوع للوراء قليلاً -عشرسنوات- وهي عمرالمنتدى نجد أن هذا المنتدى لم يكن تقليدياً بالكامل فقد حاول القائمون عليه التجديد والتغيير في آلية الطرح والأسماء والعناوين إلى حد ما ولن أقول بأن هذا الشيء كان إيجابياً مائة بالمائة أوسلبياً محضاً بل حمل من هذا بطرق ومن ذاك بآخر ولعلي أوجز بالتركيز على نقطتين أساسيتين نركز الحديث حولها وهما:

إيجابيات وسلبيات المنتدى

ولعل من أبرز ما أراه من إيجابيات في هذا المنتدى

1- إن صاحبه على قدر كبير من الثقافة والعلم ومهموم بالشأن الثقافي عموماً وليس بشخص طاريء عليه فكان لهذا دور في تحليق المنتدى لآفاق أوسع لمكانة صاحبه وعلاقاته الواسعة مع المثقفين المحليين.

2-وفقت إدارة المنتدى في شخصية مدير الحوار وهو شخصية لبقة عالية الثقافة تدير دفة الحوار باحترافية ورقي عالٍ حتى في ساعات اللغط واختلاط الأصوات فكان بحق د:عبدالله الوشمي علامة مميزه لهذا المنتدى رغم ملاحظة قلة حضوره في الفترة الأخيرة لارتباطاته العملية ربما.

3-التنظيم الجيد للمنتدى ودقة في بروتوكول المحاضرة والإعداد الجيد لما قبل وبعد المحاضرة والصوتيات والإضاءة والمكان الواسع والضيافة.

4- ضيوف من العيار الثقيل: استطاع المنتدى-حقيقة-استضافة ضيوف ذوي المكانة والجاه والمنصب يصعب على أي منتدى آخر أن يقنعهم بمجرد الحضور فكيف بالاستضافة والحضور والمفاعلة بالمنتدى.

وعلى الجانب الآخر ومن خلال رصدي للثلوثية من خلال مشاهداتي الشخصية ومن خلال رصد انطباعات بعض المتابعين للمنتدى وجدت بعض الملاحظات التي يجدر بالقائمين على المنتدى تأملها ومحاولة تلافيها إذا اقتنعوا بذلك.

ومن أهم الملاحظات:

1- يرى بعض المتابعين أن المنتدى حمل لواء تكريم الضيوف لإنجازاتهم التي حققوها خلال مسيرتهم العلمية والعملية، وهذه مهمة كبيرة يجب أن يقف وراءها جهة لها ثقلها وحجمها الأدبي ولجان علمية موثوقة لاختيار المكرمين, لا أن يقوم بها منتدى فردي نتفق أو نختلف معه في عملية اختيار الشخصيات المكرمة والمنجز الثقافي الذي قاموا به.

2- النخبوية: وهي في الواقع سلبية أو إيجابية بحسب التوظيف الفكري لها, فيلاحظ أن المنتدى وضيوفه يمكن تصنيفه بالنخبوي مما جعله يبتعد عن مناقشة (الهم العام) إلى مناقشة قضايا تعتبر من الترف الثقافي الفكري.

3- الرسمية: ومما يتبع النقطة السابقة أن أغلب ضيوف المنتدى يمكن تأطيرهم بالإطار الرسمي هم من كبار المسئولين إما سابقاً أو مازالوا حتى الآن من وزراء ومدراء جامعات, وهذا قيد المنتدى وطرحه بالإطار الرسمي الجامد -نوعاً ما-البعيد عن الجرأة وعن طرح الجديد في المضمون.

4- النجم الاسم لا العنوان: وأعني بذلك أن التميز للمنتدى هو بقدرته على استقطاب أسماء ذات وزن ثقيل من أصحاب السعادة والمعالي بغض النظر عن العنوان الذي استدعى الضيف من أجله مما جعل بعض جلسات هذا المنتدى أشبه بالدردشة لا جلسة علمية بمنتدى ثقافي!

5- الضيوف من أهل الدار: وذلك أنه عندما حضر المنتدى نفسه في الضيوف الحكوميين أو شبه الحكوميين جعله يبتعد بالتالي عن بعض الأسماء المبدعة والتي تستحق الإستضافة والتكريم من غير السعوديين والذين لديهم تجارب وإضافات تستحق الإشادة والتقدير والتنويه بدلاً من حصر المنتدى في نطاق المحلية الضيق.

6- من أهم وأقوى الانتقادات التي وجهت ومازالت توجه للمنتدى هو استضافته (وتكريمه!!) لبعض الشخصيات الغير متفق عليها والمثيرة للجدل والإصرار على ذلك رغم حجم وعدد الإعتراضات على ذلك. وقد نتفهم حجم وأهمية هذا الإنتقاد بالنظر إلى أن صاحب هذا المنتدى يصنف من -الشرعيين-وطلبة العلم الشرعي والذي كان يقدم برامج حوارية مع كبار علماء هذه البلاد المباركة ثم بعد ذلك يستضيف ضيوفا من تيار ليبرالي مغالي في صدامه للمجتمع المحافظ أو من تيار طائفي يعيث في الأرض فساداً وإفساداً فكأن هذه الإستضافة بمثابة التزكية والتكريم والإقرار والموافقة لهم على مايطرحون من أحد طلبة العلم الشرعي !!

7- أيضاً يلحظ ابتعاد المنتدى عن طرح القضايا الشرعية الدينية التأصيلية رغم أنها تخصص صاحب المنتدى ورغم أهميتها في المكون الثقافي للمجتمع السعودي إلا أنه تم إغفالها إلى حد ما ولم يجعل لها حيز واسع في خريطة المنتدى.

(*)المشرف على الجوال الثقافي