أن تكون أرباح المعرض الثلاثين للكتاب في الشارقة خمسين مليون دولار بزيادة 25% عن مبيعات معرض السنة الماضية، فهي دليل الإقبال على اقتناء الكتاب، بمعنى استمرار الرغبة في القراءة، يدعم هذا التوجُّه إقامة نادٍ للقراءة على الهواء، لتسهيل أمرها بما استجد من وسائلها، وبما يواكب مستحدثاتها،..
لكن المتفكر في هجمة النشر الإلكتروني، واستغراقه في التهام وقت الفرد بمتابعته القراءة، بل المشاركة في إنشاء المدوّنات الخاصة، والحسابات الشخصية، سوف يجد أنّ القراءة لا تزال هي الهم الأول، والشأن الأكثر استحواذاً لدى الغالبية، ولأوقاتهم..
غير أنّ البحث ليس في كمية ما ينشر، ولا في مستويات الشراء عند الأفراد، والبيع لدى الناشرين، ومكاسب أرباحهم النقدية.
بل في مكاسب القارئين، المقبلين بهذا الإسراف في الشراء، وفي متابعة الاقتناء، مما يقرأون.. ما نوعية الفكر الذي تقدمه هذه المعارض؟، وما مدى خلوص المنتج للبيع من أغراض التسويق، وبهارجه، وما القيمة الفعلية في الأكثر قراءة، وفي الأكثر مبيعاً..؟
تبقى لديّ قناعة كبيرة، بأنّ كل عادة لا تهذبها الأهداف، ولا تتوفر لهذا التهذيب الأسباب، تستمرئ الاستحواذ على ما يطفو على السطح، دون أن يكون لها القدرة على مساس العمق..
عليه، ليس المقياس كمية الأرباح، ولا عدد المقبلين على بذلها، وإنما نوعية المضامين، ومدى خلوصها من أهداف، ووسائل التسويق..
وهذا يندرج فيه كل عرض وبيع.. في سوق الكتاب، وفي عدد المقبلين عليه.