مع ظهور «الفضائيات العربية» كان لكثير من الأزواج «الحجّة» للمكوث أمام «الشاشة « بانتظار «نشرة الأخبار»، ليسترق له نظرة أو «بصة» على قولة إخواننا المصريين من «مذيعة الربط» التي كانت شغلتها «الوحيدة» الخروج علينا عبر «الشاشة « وهي بكامل «زينتها» حاطه رجل على رجل «عشان «تقول لنا وش «البرنامج اللاحق»!!.
طبعاً اختفت «مذيعة الربط» من معظم الشاشات اليوم رغم «جماهيريتها العريضة» بين المشاهدين, واستبدلت «بإعلان مكتوب» في أعلى الشاشة يشير «للبرنامج التالي» ويبدو أن الفضائيات العربية استجابت لرغبات وطلبات الزوجات بتسريح «مذيعة الربط».
«نشرة الأخبار» هي الأخرى اختفت من بعض «المحطات» وتم استبدالها بشريط إخباري يحوي «رؤوس أقلام» عن «أهم الأحداث» بشكل متحرك ومكتوب مع «موجز سريع للأنباء»، ولعل آخر المحطات التي أعلنت عن إلغاء «نشرة الأخبار» من قائمة وخريطة برامجها الجديدة هي «قناة LBC»، التي بدأت في تسريح موظفيها ومذيعيها، والهدف المعلن هو تحولها إلى قناة منوعات «كغيرها»، للمنافسة في مجالها على البرامج الخفيفة والمسابقات وبعض البرامج الحوارية حول الأحداث والتي تستضيف من خلالها بعض المحللين، وترك «الأخبار» لأهلها من القنوات المتخصصة مثل «العربية والجزيرة».
السباق اليوم على «سرعة» الحصول على الخبر وإذاعته عبر «وسائل الإعلام التقليدية» لم يعد ممكناً، مع تطور التقنية وخروج عشرات «الشبكات والمواقع الإخبارية والقنوات المتخصصة»، ولكن يبقى التفرد بالأخبار الحصرية والخفيفة أو «التعليق على الأحداث وتحليلها « هو التفرد الذي تطمح له القنوات العامة، والتي قد تستطيع من خلاله المنافسة باستقطاب «معلقين ومحللين» لهم وزنهم وثقلهم للحفاظ على عشاق الأخبار ومتابعيها، وما دون ذلك ستبقى «استوديوهات «نشرات الأخبار عبئا على القنوات العامة مع «تضاؤل» المعلنين والمتابعين وبحثهم عن القنـــوات المتخصصـــــة والمتابعة والتي تملك أسطــولاً من «المراسلين والمذيعين» في كل مكان.
تشير بعض المصادر إلى أن الربع الأول من «عام 2012م «سيشهد إلغاء «ثلاث قنوات» جديدة لنشرات «الأخبار» فيها، وهو مؤشر يدل على «حجم المنافسة» الكبير بين المحطات الإخبارية والمتنوعة للحفاظ على هويتها وتخصصها، والمحزن أن العديد من» المحطات الرسمية» لم تدرك ما يدور حولها على «خارطة القنوات الفضائية» حتى الآن، ولا تزال أخبارها تقليدية تغرد خارج السرب، رغم أن ما تصرفه هذه «المحطات « من مبالغ مالية على «نشرات أخبارها» فقط، يوازي ميزانية بعض القنوات الإخبارية المتخصصة الناجحة.
لذا أقترح تأهيل «فريق إعلامي سعودي متخصص»، باستطاعته متابعة المستجدات والأحداث المحلية فوراً وبشكل «مباشر» وسريع عبر إحدى القنوات السعودية، مثل «حريق مدرسة جدة» أو «حوادث السيول» -لا سمح الله- في حينها, ويتكون الفريق من «مراسلين ميدانيين» متخصصين و»مذيعين متمكنين»، لأن للإعلام دور مهم في القضاء على «الإشاعات المغرضة» أو التغطية المسيئة والخاطئة كما تعمد بعض القنوات الخاصة.
إننا في «عصر» السرعة والتقنية, والخبر «المحلي» من المؤسف أن يغيب عن قنواتنا, في حين نراه «عاجلاً « على الشاشات الأخرى!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net