حقق المصريون فوزاً أولياً باهراً وواضحاً، في أول انتخابات برلمانية بعد سقوط نظام حسني مبارك، وسقطت دعوات المقاطعة ومليونيّات الفوضى، التي حاول من دعوا إليها إفشال الانتخابات لحسابات حزبية، فازدحمت لجان الانتخابات وخلت ساحات التظاهر والاعتصامات.
الذي لاحظه المتابعون للانتخابات البرلمانية، أنه منذ الساعات الأولى لبدء الاقتراع كان الإقبال كبيراً، بل وكبيراً جداً في المحافظات التسع التي تشهد المرحلة الأولى من الانتخابات التي تستمر حتى الشهر الثاني الميلادي من العام الجديد.
انتخابات المرحلة الأولى شكّلت نجاحاً ملحوظاً منذ الساعات الأولى، فالإقبال الكبير وتجمُّع الناخبين حتى قبل أن تفتح اللجان الانتخابية أبوابها، شكَّل ظاهرة جديدة على الانتخابات المصرية، وحتى في الانتخابات التي جرت في مناطق كونية أخرى، إذْ عادة ما يكون حضور الناخبين في الساعات الأولى بسيطاً، ويظل يتصاعد عند منتصف النهار، إلاّ أنّ تلك الصورة تغيّرت في انتخابات المرحلة الأولى في انتخابات مصر، إذْ كان الإقبال ومنذ الساعة الأولى كثيفاً، وقد سبق الناخبون القضاة ورؤساء الدوائر الانتخابية، هذا الإقبال الكبير للمشاركة، يؤكد أنّ المصريين توّاقون على معالجة حالة الفوضى التي خلقتها الاعتصامات والتظاهرات، ولهذا خلت ساحات الاعتصام وازدحمت دوائر الانتخابات، وحتماً ستفرز الملايين التي ستختار ممثليها بحرية ودون أية ضغوط، ستعزّز المسيرة الجديدة لمصر لاقتحام المستقبل وبناء مجتمع ينعم بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، من خلال إتاحة الفرصة للجميع لخدمة مصر.
إذْ إنّ صناديق الانتخابات إذا ما جرت وفق ضوابط قانونية وتحت إشراف قضائي كامل، كما شاهدناه في انتخابات مصر الحالية، لا بدّ أن تفرز ممثلين حقيقيين لأولئك الذين يضعون مصلحة الوطن قبل أي اعتبار، على عكس الذين يتظاهرون ويعتصمون، مندفعين خلف عواطفهم أو تحرّكهم دوافع لا تخدم مصلحة الوطن.