في وقت كنا نستعد فيه لإطلاق اليوم العالمي للطفل 2011 لنحتفل بالأطفال ونغرس الآمال والسعادة في قلوبهم ونوعيهم بحقوقهم ونشعرهم بآمال والديهم ووطنهم اتجاههم فجعنا بنبأ الحريق في مدارس براعم الوطن!
الذي أودى بحياة معلمتين وإصابة 56 طالبة ومعلمة.
أي حزن كسانا وأي احتفالية سنطلقها وأي سعادة سنكون بها وتكون بنا في هذا اليوم!
تراكم الدخان في المدرسة فضجوا الصغيرات بالصراخ رعبا وخوفا فهب الجميع لنجدتهم, معلمة سوزان نقلت للمستشفى توأمها يناديها وكلما سمعت نداءه إليها زاد بكاؤها إلى أن توفت دماغيا! البطلة المعلمة ريما النهاري ظلت تنقذ حياة عشرين طفلة كانت تلقي بهم لرجال الإنقاذ ليحتووهم بأيديهم فتمت عمليتها بنجاح وحينما حاولت إنقاذ حياتها ماتت!
أعلم أن الفاجعة عظيمة والمصيبة أكبر وذكرى أحبابكم الذين ترونهم كل صباح ثم غيبهم الموت لن تزول من أمامكم وثبات الموقف الأليم في ذاكرتكم لن يمحى.
لكن تذكروا بحس القدوة كيف كانت البطلة معلمة ريما النهاري تعمل بحس إنساني وعطاء متفانٍ تجاوز تعليمها أبجديات الحروف لتعلمكم أبجديات الحياة.. حتى اللحظات العصيبة. لم تطاوعها ذاتها أن تختبئ! أو تغادر المكان وتنقذ نفسها فقط! وأنتم تستغيثون وتصرخون. كانت في الواجهة بروح متماسكة بطلة قائدة موجهة.. كأني أرى صورتها أمام عيني كروح الأم تمسك بيد تلك تطمئنها والأخرى لها تقول بروح مفعمة بالأمل اقفزي للحياة. كنتم أمام درس ولا كل الدروس رأيتم الإيثار عن قرب.
كونوا يا براعم ولنكن كما كانت وأفضل.
نجحت البطلة معلمة ريما النهاري في غرس أجل القيم. ماذا عسانا فاعلين ببطولتها يا كرام؟
هل سنكون كما كانت وفية؟!
أي مناظر وجدتها فيكم يا براعم وأنتم تتفقدون وجوه بعضكم البعض ببراءة حزينة تنظرون لأعين منسوبات مدرستكم تتأكدوا أنها ترمش! لتطمئنوا أن الحياة فيهم سارية لتشعروا بشيء من الاطمئنان عليهم كل ذلك يتم بملامح صمت مفجعوة. حتى الأحرف لم تستطيعوا نطقها بغير غصة عجزتم عن الترجمة والإجابة عن كل من يسألكم هل أنتم بخير!؟
حضر أحد الآباء موقع الحادثة أخذ يتفقد وجه صغيرته من بين الصغيرات يمني نفسه أن يراها أمامه ولم يصبها مكروه وإذا بصغيرته تلمح أبيها أخذت تصرخ بابا! فانكب عليها حاضنا باكيا. ودعها الصباح باسماً وانكب عليها الظهيرة باكياً.
ألتم الرجال حولكم أتوا ليطمئنوكم ويطمئنوا عليكم فزاد فزعكم!
اسمحوا لي أن أقول:
خلال اثني عشر عاماَ قضيتها في مدارسي وخمس سنين قضيتها في الجامعة كان محتوى تدريب الإخلاء كالآتي:
تدربونا عندما تطلق صفارة الإنذار كيف نجري!
وتصرخوا في وجه من لم يجر.. إلى أن نجتمع بمكان ما..
وإن ضاق المكان لا ملجأ لنا إلا الشارع!
أهذه خطة الإخلاء السليمة!
أين التدريب على الإسعافات الأولية للطلبة؟ وتوافر أدوات الإنقاذ والإسعاف؟
أين التدريب على أبسط الأمور كيفية استخدام طفايات الحريق! وكيفية معرفة مكان الحريق وعدادات الكهرباء المختصة بكل مبنى حتى تفصل الموصلات عند اللزوم من قبل الطلبة لا أن ينتظر من يفصلها لهم!
يا مسئولين.. ألم يحن الوقت إلى أن نترك عدادات الكهرباء بلا قفل!
ومخارج الطوارئ التي أغلقتموها بإحكام بلا أقفال!
أين الوعي الذي نزعم بأننا له منفذون؟ ونحن له مقيدون!