استوقفني المقال الذي نشرته جريدة (الأهرام)، كبرى الصحف اليومية المصرية، بتاريخ 10 من ذي الحجة 1432هـ - 6 نوفمبر 2011م، للكاتب عاطف صقر، بعنوان (بين مصر والسعودية)، يشير إلى أن العلاقات بين مصر والسعودية تمر حالياً بمرحلة من التعاون، واعتبر من مؤشرات ذلك تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك عبـدالله بن عبـدالعـزيز قيـادة وشـعب مصر بمناسبة ذكرى انتصـار أكتوبر 1973م، وأن ذلك بمنـزلة تعبير ضـمني تجـاه أوضاع مصر في مرحلتها الحالية..
والحقيقة أن تعاون المملكة مع مصر ليس جديداً، والمملكة أكدت منذ بداية الأحداث أنها تعتبر ما يحدث في بعض الأقطار العربية في المرحلة الحالية من الشؤون الداخلية التي تخص شعوبها, والمملكة لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة؛ ولذلك لا يصح في نظري ربط التهنئة بذكرى انتصار أكتوبر 1973م بأوضاع حركة يناير 2011م وما بعده غير المستقرة.
ويستطرد الكاتب إلى القول: «وعلى المستوى الاقتصادي فإن الاستفادة متبادلة من المصريين العاملين في السعودية بما يقدمونه من خبرات ودور في تنمية السعودية.. إلخ».
وأرى أن عبارات (خبرات، ودور في تنمية السعودية) تحتاج إلى شيء من التواضع والواقعية؛ فالمملكة تتعامل مع العديد من الجنسيات الشقيقة والصديقة، ومشاريع التنمية تُطرح على الشركات الوطنية المؤهَّلة وشركات عالمية متخصصة بموجب مواصفات وشروط محددة. والعمالة العربية التي تعمل في المملكة - ومنها المصرية - ذات إمكانات ونشاطات فردية, وأساس وجودها في المملكة للكسب المادي، وليس له علاقة بمشاريع التنمية وما تتطلب من كفاءات وخبرات عالية المستوى.
ويشير الكاتب إلى ما قدمته الدول العربية لمصر في حرب أكتوبر 1973م على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي، ومن ذلك قرار وزراء البترول العرب بشأن حظر البترول على الولايات المتحدة وهولندا؛ لمساندتهما إسرائيل، ويخلص إلى القول: «إن بعض الدول البترولية العربية - وعلى رأسها السعودية - ظلت تدفع جانباً من ثمن ذلك الموقف الذي ترتب عليه مكاسب متمثلة في زيادة عائدات النفط.. إلخ».
ويتضح من هذا القول أن الدول البترولية العربية - وعلى رأسها المملكة العربية السعودية - دفعت ثمن موقفها العربي الأبي, ولكنها في نظر الكاتب جنت مكاسب متمثلة في زيادة عائدات النفط.. إلخ.
ومن المؤكد أن هدف حظر البترول في تلك الفترة لم يكن مصلحياً، ولم تكن مكاسب زيادة عائدات البترول في حسبان الدول التي اتخذت ذلك القرار القومي الشجاع، الذي يعبِّر عن أصالة القيم العربية.