سبق أن كتبت عن السنة التحضيرية والتركيز فيها على اللغة الإنجليزية، وأعود للحديث عنها، عن هذه السنة «المشكلة أو الأزمة» ولكن من منظور آخر، وهو منظور سلوكي أخلاقي، وهنا أوضح أنني لا أعمم فقد لاحظت بحكم قرب سكني من مبنى السنة التحضيرية واضطراري للتنقل من شارع يطل عليه، هذا المبنى وهو مبنى كبير تحيط به مواقف كثيرة، ومؤخراً خصصت مواقف إضافية من عدة طوابق، ولكن ما شهدته أن مجموعة من الطلاب يفضلون الوقوف في الشوارع المقابلة، وبعضهم يقف بسيارته في الطريق العام السريع، فيزحمون المكان ويسببون الفوضى، والأدهى من ذلك أنني كنت أشاهد قبل فترة كيف كان بعض هؤلاء الطلاب عندما يأتون أو يخرجون من السنة التحضيرية، كيف يتزاحمون عند الإشارة ويرتكبون كل المخالفات من القفز على الأرصفة أو عكس السير، ومضايقة أصحاب المركبات الأخرى، وكنت أفكر كثيراً: هل هذه السنة التحضيرية جعلت لرفع مستوى الطلاب باللغة الإنجليزية، أو غيره من المواد دون أدنى اهتمام بالقضايا السلوكية والأخلاقية. من هنا، قد توصلت إلى أن من أهم واجبات السنة التحضيرية هو:
تحضير هذا الطالب الذي تخرج من الثانوية والتحق بالدراسة الجامعية أن يكون عنصراً مفيداً للمجتمع وأول أنواع الإفادة الالتزام بالسلوك الحسن والتقيد بالنظام ومراعاة حقوق الغير، والتأدب في التعامل مع الآخرين.
هذا السلوك هو المطلوب دينياً وإنسانياً؛ إذ ما فائدة أن نلقن هؤلاء الطلاب كل أنواع المعارف وننسى هذه القضية المهمة، وهي القضية السلوكية الأخلاقية.
أعرف أن هناك من سيعتقد أن هذا من واجبات المنزل أو من التعليم ما قبل الجامعي، ولكن الذي أراه أننا أوجدنا سنة لتحضير الطالب أو الطالبة للانخراط في الحياة المستقبلية من خلال التعليم الجامعي، فإن علينا أن نعلمهم أخلاقيات الإسلام وهم في هذا السن الواعي، ونعلمهم أيضاً الأخلاقيات الإنسانية بشكل عام، وعلى رأسها احترام النظام، وأكرر احترام النظام واحترام حقوق الآخرين وعدم مضايقة «عباد الله».