الجزيرة - رولا المسحال
أكد الدكتور عيسى عودة برهومة، الأستاذ المشارك في علم اللغة التطبيقي في معهد تعليم اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، أن ملتقى اللسانيات الحاسوبية الذي تقيمه جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، ضمن كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة، يسعى ليسلط الضوء على علم حديث نسبياً - على الأقل في الساحة العربية - وإبراز أهميته في تعلم اللغة العربية وتعليمها لأبنائها ولغير أبنائها.
وقال: «الهدف من الملتقى هو حث العاملين في الحقول اللغوية والحاسوبية والإحصاء على التعاون في حوسبة اللغة وإقامة مشاريع مشتركة بين الخبراء لتحقيق هدف مروم، هو إقامة مجتمع معرفة ناطق بالعربية، ومن ثم حضور اللغة العربية في مناشطنا اليومية والحيوية».
وأضاف برهومة: «وأرى أن مثل هذه الملتقيات أشبه بالتعريف والتأسيس لمشاريع مرتقبة يمكن إنجازها على المدى القصير والمدى البعيد؛ فهناك موضوعات كثيرة في اللسانيات الحاسوبية في اللغة العربية تنتظر البدء بها من قِبل الخبراء في علوم اللغة والحاسوب والرياضيات والإحصاء، وهذا ما نتطلع إلى أن يتمخض عنه الملتقى».
خصائص توصيف اللغة
ويقدِّم الدكتور عيسى برهومة ورقة بحثية بعنوان (خصائص توصيف اللغة العربية حاسبوياً). وتسعى الورقة البحثية إلى أن تقارب خصائص اللغة العربية مقاربة حاسوبية؛ إذ إن اللسانيات الحاسوبية حقل بيني، يحاول استرفاد المعطيات اللغوية بمستوياتها المختلفة، ومن جهة أخرى له بُعد تطبيقي حاسوبي للنظر في إمكانية محاكاة التفكير الإنساني، ومعالجة اللغة معالجة آلية، أو ما يصطلح عليه بمعالجة اللغات الطبيعية حاسوبياً.
إن اللسانيات الحاسوبية تطمح إلى توصيف اللغة بمستوياتها اللسانية، وتقتضي هذه الخطوة أن نستودع الحاسوب المعطيات، والقواعد التي يختزنها العقل البشري؛ لتتحقق له بها الكفاية اللغوية.
والمحور الأساس التي ستصدر عنه الورقة هو: هل ثمة إمكانية لتوصيف اللغة العربية حاسوبيا؟ وما معوقات تنفيذ هذا الطموح؟ وما السبل لتذليلها؟ وستتعرض هذه الورقة البحثية إلى شطر من تجارب في اللسانيات الحاسوبية للغة العربية، والإفادة من توصيفاتها، والوقوف على ما انتهت إليه من خطوات عملية في هذا الحقل الذي لا يزال بِكراً في الدرس العربي الحديث.
ميدان جديد
من جانبه أوضح الدكتور عبد الله الأنصاري، عضو هيئة التدريس في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود، أن «هذا النوع من النشاطات والدراسات العلمية جديد في ميادين الدراسات لدينا».
وأضاف: «ما يوجد منه لا يغني شيئاً مقابل الحاجة الملحة إليه، ولاسيما في أيامنا هذه التي تسابق فيها العالم إلى المعرفة بأنواعها عن طريق الدراسات الحاسوبية عموماً. إذن فالملتقى نفسه يُعد - في نظري القاصر - إضافة علمية؛ لأنه منبر جديد في عالم المعرفة الحاسوبية العالمية، وفي عالم الدراسات الحاسوبية التي لا تزال شبه نائمة عندنا».
وأضاف: «حتى أن كثيراً من متخصصي اللغة العربية لا يزالون يجادلون في جدوى الدراسات الحاسوبية! بل إن بعضهم يروج لفكرة حماية العربية من الحاسوب خوفاً عليها من التأثر بأنظمته حسب رأيه!! والسبب - طبعاً - قلة البصر في هذا الجانب من القفزة العلمية والفكرية التي فاجأت متخصصي اللغة عندنا، وهم لا يزالون يرددون ما تركه الأوائل دون تحريكه بشيء، فكيف بالإضافة إليه؟!».
وقال: «ثم إن هذا الملتقى - في نظري - سيكون مبعثاً لنظريات جديدة وآراء في تطوير الدراسات اللغوية الحاسوبية، وسيضيف ابتكارات جديدة في مجال المعالجة الآلية للغة العربية، ولاسيما في مجال (التوصيف) والتحليل اللغوي، كما أنه سوف يضيف محاولات للنظر فيما قُدِّم من أعمال في مجال اللغويات الحاسوبية لتقويمها ونقدها وتطويرها».
فيما قال الدكتور عبد الملك السلمان، عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود: «لا يهمني الإضافة العلمية لهذا الملتقى بقدر ما يهمني الالتقاء واللقاء بين المهتمين باللغة العربية والمهتمين بحوسبتها واللسانيات الحاسوبية لتطوير وتأطير أعمال مشتركة تخدم لغتنا العربية؛ فهذا الملتقى له من اسمه النصيب الأوفر؛ فهو فرصة للحوار واللقاء تمهيداً للبحث والعطاء للغتنا الغراء».
تنويه وتصحيح
ورد في الحوار المنشور في صفحة (متابعة) يوم الاثنين 3 محرم خطأ نحوي طباعي في إجابة د. عيسى برهومة، عن السؤال الأول، والصواب: «ثمة أسباب غير المذكورة في السؤال».. نعتذر للدكتور عن هذا الخطأ غير المقصود.
كما ورد في خبر افتتاح الملتقى خطأ في اسم الدكتور منصور الغامدي.. نعتذر إليه كذلك عن هذا الخطأ غير المقصود.