كنت استمع لحديث بين اثنين من الأصدقاء حول الجيد والرديء من الشعر في بعض الدواوين التي تصدر يومياً وتوزع دون الالتفات من قبل من قام بإجازتها لقيمتها الأدبية.
حيث يقول أحدهما إن الجهة التي تفسح مثل هذه الكتب يكفي أن تحكم على المنتج الأدبي بما لديها من معايير معينة تتعلق بعدم شموله على ما يدخل تحت طائلة التجاوز الديني والسياسي والاجتماعي.
ويرى الآخر أن الجهة المعنية يجب أن يكون من مهامها كون الديوان جيداً يستحق أن يطلق عليه ديوانا في نظر الناقد المنصف وأن لا يقل تشدد المُجيز في شأن وجوب وجود الإبداع والغنى الفكري عن شأنه في وجوب عدم وجود التجاوز وهنا نحقق الحالتين تهذيب ما يطرح وخلوه من المرفوض المتفق على رفضه.
وقد ذهب الأول إلى أن رأي الثاني حجر على الفكر وتضييق على من أراد أن يطرح ما لديه ووجهة نظره تقول إن المتلقي هو الذي يحدد ما يرى أنه جدير بالاقتناء وعكسه وأن الجهة المسؤولة لا دخل لها بجودة الديوان ورداءته بعكس الثاني الذي يرى أن الحفاظ على الذوق العام وإفساح المجال أمام الجيد المقبول أدبياً هو حفاظ على مستوى الأدب ومنع ما يقلل من قيمة الفكر.
fm3456@hotmail.com