تهدر الأمطار..
تتناغم مع السطوح والوجوه..
كل ظاهر لها لا تعبره دون أن تلتحم به..
معطاءة كريمة..
تمد يدها للعطاشى، والمتسخين، والمعفرين بالأتربة..
تذكرهم بمنابع الرواء.., ويسر العطاء، ودفء كنف الاحتواء..
بل تلك الدلالات الكامنة في مستودع الإيثار..
وحين يحضر المطر لا حديث إلا معه..
لا تماثل إلا به.., لا حكمة من غير كرمه، وأريحيته..
لا ينسى أن يتسلل من أي الثقوب..
لا يتردد عن إيقاظ الغافلين باستحواذهم..
فمن يملك ثروة المطر ويطلقها حرة تتلقفها ثقوب الأرض ومسامها.. من أجل إنسان الأرض..,
كما من أجل دوابها.., وشجرها وثراها.., وطيرها، وحجرها..ومداها..؟
من يهبها بلا قيد لكل عابر وماض، وأي مار في حضورها.., أو مصغ لطرقها..؟ دون أن يحدد الهوية والنوع،
ويسجل السبب، والغاية..؟
من الذي نديٌ نبعُه كالمطر..؟
سخي هطوله كالمطر..؟
لا حسابات، ولا رصد، ولا أرقام..؟
من يعد قطر المطر كما تُعد الأرقامُ في خانات العطاء..؟
قطرة فارة صباح الأمس، تركتها المطر في مخبأ نملة..,
تململت النملة في مكانها..بهيجة بعد عطش..
وأنا صادقتها العمر كله أتحدث إليها..
قالت: لن يهزمني العطش..!
يا لحضور المطر,...
يا لندي كفه..
«ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها»..