يقول الخبر المنشور في «إحدى الصحف المحلية» هذا الأسبوع، أن «ثمان نملات سعودية» نادرة على مستوى العالم تم اكتشافها وجمعها من «الطريق الدائري الشمالي» بالرياض و»عين الحلوة» بالحوطة، ويطلق عليها اسم «plagiolepis boltoni» ولفتت هذه «النملات الثمان» انتباه العلماء، حيث لا توجد إلا في السعودية، شكل هذا النمل النادر لا يعترف أيضاً بفعالية «وسائل المواصلات العامة» لدينا، ويفضل «سلك الطريق الدائري» أسرع له في الانتقال من مكان لآخر، ولو أنه «زحمة شوي» يعني النمل النشيط تفكيره «مثلنا بالضبط»!!
جامعة الملك سعود «أهدت الثمان نملات السعوديات» اللي حيلتنا إلى أهم المتاحف العالمية واحتفظت بواحدة، بمعنى «فسفست» في ثروتنا النملية بواقع «نملة واحدة فقط» لكل متحف، مثل متحف «ليفربول العالمي» والمتحف التاريخ الطبيعي في «جنيف» وأكاديمية «كاليفورنيا» وغيرها، وهو ما يؤكد أن «نملنا» من النوع «النادر» وحقيقة لا أعرف كيف تم نقل هذا النمل من الرياض إلى هذه العواصم العالمية؟! وكم كانت التكلفة لنقل النملة الواحدة؟! لكن لأول مرة أكتشف أن «نمل الدائري» مهم لهذه الدرجة وقد وضع في «كتالوجات علمية» وصنف ورقم أيضاً في تلك «المتاحف» ونشر عنه في «الدوريات العلمية» المتخصصة؟!
يبدو أننا كنا ظالمين لشركات «الصيانة والحفريات» على طرقنا الدائرية باتهامها بتأخير «تنفيذ المشاريع»، حقيقة لم نكن نعلم أن الموضوع بهذه «الأهمية»، وقد يتعلق «بمتابعة النمل النادر» المكتشف، يعني بكرة لو لاحظت «شباب» يبحثون أو «مخيمين» عند «أحد المخارج» مثلاً فلا تستغرب .. قد يكون هناك «قنص للنمل» على غرار ما يحصل «للضّبان و الجرابيع»؟!
عموماً «النمل» من مخلوقات الله «العجيبة» التي تدعو الإنسان «للتفكر والاعتبار»، ومن المؤكد أننا فخورون بهذا الاكتشاف العلمي، وقد يعكس النمل طبيعة الأرض التي يعيش فيها، وإن كنا نسعى للتخلص من النمل «بالمبيدات الحشرية» وغيرها، مثل بقية الشعوب وعلى رأسهم «الأمريكان» أنفسهم، ففي العام «2008م» اجتاحت ملايين مـن «النمــل المجنون» الولايات المتحدة الأمريكية وتســببت في مشاكل عــدة في «فلوريــدا وتكساس وميسيسبي ولويزيانا» حيث هاجمت «أجهزة الحاسب الآلي» هناك وعطلت الكثير من مصالح المصانع والشركات، حتى تم القضاء والسيطرة عليه، وهو نمل «معروف لدينا» محلياً بسرعته وكثرة حركته ويعرف بالنمل «اللي يلف قبل العاير» فهو يستهلك وقتاً طويلاً للخروج من المكان الذي يُحتجز فيه لكثرة اصطدامه بالحواجز وسرعة تحركة.
ولعلها فرصة أن نستذكر بعض «الفوائد والعبر» من «النملة» التي رغم حجمها الصغير وضعفها إلا أنها لا تيأس وتعمل من أجل إيجاد الحلول لكل ما يواجهها من عقبات وصعوبات بعكس الكثير من البشر الذي قد يستسلم مع أول مشكلة تواجهه.
النمل لا ينظر «للخلف إطلاقا»ً فهو ينظر للأمام ويعمل للمستقبل دوماً يفكر في الشتاء وهو يعمل في الصيف بينما البعض منا لا يخطط لحياته إطلاقاً.
النمل يعمل بكل طاقته ويستغل كل الفرص أمامه بشكل واقعي، يفتت قطعة الخبز الصغيرة لينقل ما يستطيع منها، وفي «لمح البصر» تجد أعداد «النمل» تكاثر فجأة، وبدأت في التكاتف، ووحدت عملها بحزم وجدية «لإنجاز مهمتها» بأكمل وجه، بينما نحن لا نجتمع إلا «لنختلف»، ونحاور ألفاظ بعضنا البعض ولا نحاور العقول ونقنعها.
فقط لنتذكر أن بيننا «نمل» يعيش بنجاح ويفكر بالحلول، ولو كانت باستخدام الطريق الدائري رغم أنف شركات الطرق.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net