فتح نصف المقعد الآسيوي (الضائع) الباب للحديث عن هيئة دوري «المحترفين» ما زلنا نأمل أن تمارس أعمالها باحترافية وشفافية، وأن تسهم على نحو ما في إعادة هيبة الكرة السعودية التي ما زالت تتجرع الغصة تلو الأخرى.. إن على صعيد المنتخبات أو على صعيد الأندية.
لقد باتت هيئة دوري المحترفين تحت مجهر النقد، ولن يفيدها دفاع بعض الإعلاميين ولا تصريحات المسؤولين.. ولا تلميع بعض المقربين.. لن يفيد الهيئة الآن سوى العمل والعمل فقط.. والعمل هنا لا ينبغي أن يرتكز على عودة نصف المقعد «الشهير» بل على كل ما يتعلق بالهيئة.. من إدارة أعمال وتسويق واستثمار وكسب عقود رعاية.
إن على الهيئة أن تدرك مسؤولياتها جيداً.. وأن لا تضع نفسها في مقارنات مع الأندية.. والترديد بأن لدينا مثلاً عدداً من عقود الرعاية وليس الأندية إلا راعيان.. وهنا أتساءل: هل وصلت الهيئة للرقم الذي وصل إليه الهلال مع موبايلي؟، أو الترديد بأن الأندية لم تستطع تسويق مبارياتها وتذاكرها.. فهل أقيمت المباريات على ملاعب الأندية؟
إن على الهيئة أن تعمل الآن للمستقبل وكيفية تحقيق النجاح فيه.. وأن لا ينتهي الطموح بعدد من عقود الرعاية مع حفظ وتقدير كامل جهود الهيئة في ذلك أو الاستثمار الشهير في تجارة الأشمغة والملابس الداخلية.!!
وعلى ذكر الملابس..
أين دور الهيئة في الحفاظ على حقوق الأندية وحقوقها هي من استغلال بعض العمالة لشعارات الأندية «المقلدة» وتسويقها بثمن بخس.. فالشعارات والقمصان هي ما قد تعول عليه الأندية كثيراً.. أم أن ليس دوراً في ذلك.؟
من هنا.. وهناك
- نتيجة مباراة الهلال والنصر الأخيرة عبرت بجلاء عن كيف يقيم كل فريق الآخر، ففي حين مر الأمر بهدوء في الهدوء.. فلا أفراح ولا مكافآت تتجاوز حدود العادة.. ولا هدايا خاصة.. كان الأمر عكس ذلك في النصر.. حيث أتت الثلاثة على كل شيء.. ووصلت المطالب النصراوية إلى كل شيء.. فلا بد من تغيير الإدارة والمدرب واللاعبين الأجانب.. كما اجتمع أعضاء الشرف واتخذوا عدداً من القرارات.. والسؤال: هل ما زالت الخسارة من الهلال عادية كما يردد البعض؟ ولماذا لم تتم كل هذه التحركات بعد الخسارة من الفتح مثلاً؟؟
- لم يأت مؤتمر لاعب الهلال أسامة هوساوي بجديد.. بل هو «كمن فسر الماء بعد الجهد بالماء» فاللاعب قرر الرحيل والهلاليون يعرفون ذلك منذ نهاية الموسم الماضي.. وكل ما نقوله «الله يوفقه»!!
- مباراة الهلال والفتح أصعب من مباراة الهلال والنصر على الأول.. فالفتح فريق «جيد» و»منظم».. ولديه لاعبون «مميزون» وأجانب «مفيدون».. وهو يلعب المواجهة دون «ضغوط» من كل الاتجاهات!!
- حمل النجم العماني فوزي بشير المعلقين الرياضيين في الإمارات بعض أسباب فشل المنتخب الإماراتي في تصفيات كأس العالم.. وقال بشير إن هؤلاء المعلقين «يبالغون» في الإشادة باللاعبين وإطلاق الألقاب عليهم.. فيصدق اللاعب أنه وصل!!
الغريب أن قناتنا الرياضية خطبت ود المعلقين الإماراتيين.. ومن يسمع لهم في بعض المباريات لا يملك إلا أن يصفق لفوزي بشير على رؤيته الثاقبة التي تتوافق مع رؤية معظم المتابعين.
- لم يبق من معدي بعض البرامج إلا إذاعة بعض الأغاني الحزينة على مشاكله «أجر الصوت» بعد خسارة الفريق المفضل لهم في الديربي الأخير!!
- أسهب المعلق في إسباغ المديح على المدافع.. وشرق وغرب.. حتى قال إنه القائد المنتظر.. وما هي إلا دقائق.. والقائد المنتظر يذهب شمالاً ويميناً ويعجز عن التعامل مع مهاجم شاب.. كانت تلك أول لمسة له مع الفريق الأول في التاريخ.
- في مباريات الديربي والمباريات التنافسية يجب أن تطور القناة الناقلة أدواتها .. وأول تلك الأدوات هم المعلقون.
الصوت الذي قد يروق لواحد قد لا يروق لعشرة.. ولا يوجد ما يمنع أن تنقل المباراة بصوت معلقين اثنين وللمشاهد الحرية في الاختيار.. على الأقل أفضل من خيار خفض الصوت.. الذي أجبرنا عليه بعض المعلقين هذه الأيام.
- ليست المرة الأولى التي يفوز فيها الهلال على النصر بفارق ثلاثة أهداف.. ولعل أشهر المباريات خلال الـ23 سنة الماضية.. ثلاثية المدافعين في جدة، و(4-1) عام 94.. و(3-0) بهدفي نضاو -واحد من نصف الملعب - وهدف الثنيان من تمريرة أشرف قاسم.. حتى النصر سبق أن فاز على الهلال موسم «97) (3-0) في الدور الثاني من الدوري.. وحري بالبعض أن يتحرى الدقة عندما يكتب فالتاريخ ليس عبارات إنشائية أو أماني فقط.
- في ديربي جدة.. ورغم أفضلية الأهلي على الاتحاد نوعاً ما.. واستقراره أكثر من جاره.. إلا أنني أتوقع أن يكون الفوز اتحادياً.. «بالتخصص»!!
- الذين يتحدثون عن هرماش بعد مباراة النصر ويدعون أنه قام بحركات خشنة.. وخرج عن الروح الرياضية.. واحد من ثلاثة: «إما شاهد مباراة لم يشاهدها غيره، أو ما يفهم بالكورة، أو ينكت ويستخفف دمه فقط»!!
- كانوا يقولون إن الهلال يتفوق على منافسيه بأفضلية الأجانب.. هذه المرة لم يجدوا شيئاً يسقطون أسباب الخسارة عليه فتحدثوا عن الكرات الثابتة.. وحظ الحارس.. وهكذا هم لا يمكن أن يصلوا إلى علة فريقهم أبداً..
- المنتخب الأولمبي يحتاج لمدرب متمكن ومتمرس.. فالحقيقة تقول إن الفريق يضم جملة من اللاعبين الموهوبين القادرين على صناعة الفارق.. لكنه يفتقد المدرب الذي يجيد توظيف هؤلاء اللاعبين.. ويستطيع خلق التوليفة المناسبة القادرة على تحقيق الانتصارات.
- المدرب الوطني انكشف أمام جماهير فريقه التي لم تعد تعلم: هل هو مدرب أو إداري أو متحدث رسمي.. لقد قلناها من زمان: التدريب شيء.. والتنظير شيء آخر..!! وما كل منظر مدرب!!
- في مؤتمره الأخير قال سمو الرئيس العام «إن من يقوم بدور التحليل في العالم هم المدربون.. ولدينا يقوم الإعلاميون بالمهمة».. السؤال: هل وصلت رسالة سموه للمعنيين بالأمر بأن أصبح التحليل الفني شغلة من لا شغلة له في غالب القنوات؟؟
sa656as@gmail.com