غــرسـت ظــفـر إبهامها في راحة يدي أن ساعديني، أخرجيني من هذا المكان المظلم، الموحش، المؤلم.
وهي كذلك كلما زرتها فلغتها يدها بعد أن رُبط لسانها لتمتنع عن تحريكه للكلام أو للأكل!!.
فكلما غرست ظفرها في يدي شعرت به في قلبي فيندي دما وألما على حالها، وما عساي أن أفعل.. ويزداد ألمي عندما تخاطبني بعينها أريد ماء، أيد أن أتكلم، أريد أن أخبركم بوجعي ووحشتي.
أمي:
قدمت قلبي للطبيب لعله يسكنه صدرك لترتاحي من ألمك.
وساومته على رئتي لعلها تكون سببا لحياتك.
ولكن ما عسى الطبيب أن يفعل أمام النازلة، فيومك حان!!!!.
وقضاء الله وقدره نافذ!!!.
فماتت أمي سريعا دون وداع!!!
* حقيقة:
الحنان والعطف والرحمة من شيم الأمهات.
* فطــرة:
حب الأولاد حياة لقلب كل أم.
* خاصية: قلب أمي نقش الزمن عليه ثقوب عميقة من الابتلاءات والأحزان، ولكن هيهات أن ينضب حبا وعطفا.
عاشت غربة الأهل في شبابها وعاشت غربة الزوج في شيخوختها.
تجرعت مرارة الموت والفقد في موت ابنتها شابة، وذاقته أكثر في موت وحيدها رجلا.
تجرعت قسوة القلوب ممن حولها ونكران تضحياتها العظيمة لتسعد الآخرين.
كرامة:
* ظلت امرأة قوية حكيمة، حنونة، واصلة، متسامحة، مبتسمة، عابدة، متصدقة، متفائلة، كريمة.
ولكن الوجع ازداد، والجرح نزف... وتوقف القلب!!!
إن تاريخ العظماء.... لم أقرأه إلا في حياة أمي.
ونبل الأوفياء.... لم أعرفه إلا في مسيرة أمي.
وتقوى العباد... لم أتحسسه إلا في سجادة أمي.
وصفاء السرائر... لم أتذوقه إلا في صدر أمي.
وحكمة الخبراء.. لم أصدقها إلا في مشورة أمي.
(*) عنيزة