إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .
قال تعالى كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صدق الله العظيم، صدق الله العليم الكريم، نعم كل نفس ذائقة الموت فقد تذوقها بعض البشرية والبعض ينتظر، هذا ما قدره الله على جميع كائن من كان على وجه الأرض فقد ذاقتها نفس أبي وأمي وها هي الآن تذوقتها نفس أم يوسف (هيا بنت صالح السدرة) نعم رحلت أم يوسف إلى بارئها ليلة الاثنين 11-11-1432 بعد أن قضت سبع سنوات تعاني المرض بعد أن اختارها الله لتصاب به فصبرت واحتسبت وشكرت.
كنت كلما سألتها عن حالها قالت: رحمها الله أحمد الله أنا بخير وعافية وما هي إلا تعاني الألم داخليا حتى آخر جمعة هاتفتها وهي بالمستشفى وأخبرتها أنني أنوي زيارتها فقالت: أنا بخير ولا تتعبي نفسك بالمجيء إلي، رحمك الله يا أم يوسف كنا عندما نتحدث عن الموت كانت تقول: بهذه العبارة.: (نسأل الله ميتة محمد على فراشه) أي كما مات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فاستجاب الله لدعائها حيث خرجت قبيل المغرب من المستشفى وبعد أن أدت صلاة المغرب والعشاء احتضرت فوق الفراش وسلمت روحها لخالقها.
كانت رحمها الله صامتة صابرة بجميع أمور الحياة، كانت تفرح وتسر بمن يأتي إليها وتسأل عمن تفقده، كنت لا أنسى لها ذلك الصنيع عندما كانت بنيتي ريناد طفلة صغيرة كانت تستقبلها حين عودتها من المدرسة وكانت تحتضنها وتقوم بإطعامها حتى أعود أنا من عملي. أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتها.
هنيئا لك يا حنان وأنت يا إيمان وخلود وعهود وبشاير ولإخوانكم هذه الأم التي لم تمت إلا والكل يشهد لها بالخير. نعم رحلت أم يوسف وتركت ضحكتها وإلقائها الكلمات المازحة ذكرى بين مسامعي. رحمك الله رحمة واسعة وأدخلك فسيح جناته ووالدي والمسلمين.
بدرية بنت عبدالله محمد التويجري