|
أنهى أحمد لبسه الجديد وهم بالخروج ليزورهم ابن عمه ويلتقي به على الباب.. فأخبره بأن تسريحة شعره غير مناسبة، عاد أحمد ونظر في المرآة ورغم إعجابه بشعره لكنه قرر تغييرها ليرضي ابن عمه ويضمن عدم وجود شيء خاطئ يفسد عليه اليوم المهم، وصل أحمد العمل وهناك تحدث مع الزملاء وجرب أمامهم العرض التقديمي الذي سيلقيه، في التجربة الأولى كان رائعاً جداً بتلقائيته وحركته التي لم تكن فيها شيء من التخطيط وإنما صادرة من الذات الواثقة، انتقده بعض الزملاء! طلبوا منه تغيير نبرة صوته قليلاً، وطلبوا منه تغيير حركات يده، أطاعهم جميعهم وصل وقت المؤتمر، خرج وألقى العرض التقديمي، عاد للبيت ومعه تسجيل لعرضه ليشاهده ويفتخر به، فتح جهاز الكمبيوتر بدأ بمشاهدة العرض الخاص به، جلس بجانبه أخوه الصغير ليشاهد أيضاً.
فسأله أخوه بتلقائية: «من هذا الرجل الذي يتكلم؟» صمت أحمد كثيراً! هو خرج بجسده لكنه لم يكن هو من يتكلم بل مزيج من آراء الناس!!
عرف أحمد أنه لم يعد أحمد ومن حق أخيه الصغير أن لا يعرفه.
«أنت مجموعة من الأشياء الصغيرة فلا تحاول أرضاء الناس بكل هذه الأشياء لأنك ستصبح شخصاً آخر.. فإذا أردت أن تكون أصيلا فحاول أن تكون نفسك، لأن الله لم يخلق شخصين متماثلين تماما».