|
تحقيق واستطلاع - خالد الدوس:
جاء إعلان مشروع الأكاديميات الرياضية السعودية الذي أطلقه الرئيس العام لرعاية الشباب في 26 سبتمبر 2011م، عقب صدور قرار مجلس الوزراء الموقر القاضي بإنشاء أكاديميات رياضية على الأراضي المخصصة لها من أجل رعاية وإعداد وصقل وتبني البراعم والموهوبين في مختلف الألعاب الرياضية.. جاء ضمن إطار الأعمال التطويرية الاستراتيجية والخطط التنظيمية التي تشهدها الساحة الرياضية في بلادنا، التي يقود حركتها وصيرورتها الأمير المستنير (نواف بن فيصل) وفق الآلية والمنهجية المتبعة عالمياً ومنها مشروعا الصقر الأولمبي ومشروع الأكاديميات الرياضية.. وهي مشروعات تنموية استراتيجية ستحدث - بإذن الله - نهضة كبيرة وقفزة جمبازية في المشهد الرياضي السعودي, والأكيد أن مشروع الأكاديميات تحديداً.. يعنى ببناء الإنسان الرياضي منذ الصغر ويوفر له كل أشكال الدعم.. ويعنى أيضاً بالنشء مهارياً وفنياً وسلوكياً وصحياً وغذائياً، وبالتالي يضمن صياغة فكر كروي رصين وصناعة مجتمع رياضي مؤسسي يحقق أعلى معدلات النجاح والتفوق.
(الجزيرة) استطلعت آراء نخبة من الخبراء والأكاديميين والرياضيين والإعلاميين حول قرار تفعيل هذا المشروع التنموي الاستراتيجي.. وخرجت بهذه المحصلة:
قرار مفصلي
في البداية تحدث الدكتور عبد الرزاق أبو داوود رئيس النادي الأهلي سابقا قائلاً: لا شك أن إطلاق مشروع الأكاديميات الرياضية السعودية الذي أعلنه مؤخرا سمو أمير الشباب يعد قرارا تاريخيا نحو الارتقاء بالرياضة السعودية وتأسيس أرضية صلبة لإبراز المواهب الشابة، حيث سيكون لهذا التوجه - بإذن الله تعالى - آثاره الإيجابية على تطوير الرياضة السعودية وفتح آفاق جديدة أمامها بما يضمن ضبط التطور والتفوق الرياضي, وأضاف أتمنى أن يكون التجاوب والتفاعل من قبل الأندية للرياضة السعودية في نفس المستوى, مشيراً الى أن أفضل الطرق التي يمكن أن تكون لها مخرجات مثمرة فيما يخص أكاديميات كرة القدم السعودية هو الاطلاع على تجارب الآخرين في ذات المجال ومحاولة محاكاة هذه الخبرات الرصينة والتجارب الثرية والاستفادة من معالمها والبدء من حيث انتهى الآخرون.. لا أن نبدأ من نقطة الانطلاق, وشدد البروفيسور أبو داوود على ان توفير الكوادر الإدارية والفنية المؤهلة وكذلك الدعم المادي والمعنوي اللازم سيساعد على ضمان مخرجات تواكب الأهداف المنشودة وتتماشى مع آمال وتطلعات المسؤولين متى ما كان هناك عمل مؤسسي يرتكز على قواعد العلم والفكر والتنظيم والتخصص الدقيق.
استثمار اقتصادي
أما الرياضي السابق بنادي الهلال الدكتور عبد العزيز المصطفى أستاذ علوم الحركة والتطور الحركي بجامعة الملك فيصل فأكد ان تدشين الرئيس العام لرعاية الشباب مشروع الأكاديميات الرياضية في الأندية السعودية يعتبر بداية انطلاق الرياضة المنظمة، وإعلان حقبة جديدة للدخول في مجال الاستثمار الاقتصادي الرياضي المعاصر.. مشيراً الى أن هذه الخطوة الرائدة تمثل رؤية استراتيجية وتخطيطا سليما يؤمّن - بإذن الله - للرياضة السعودية مستقبلاً زاهراً ويضمن على الأقل في العقديين القادمين مكانة كروية متقدمة بين الدول العربية والآسيوية إذا كانت المخرجات وفق المنهجية العلمية الصحيحة, وأضاف ان هذا المشروع العملاق ربما يفتح الأبواب أمام قطاعات اقتصادية عديدة للتعاون والاستثمار خلال السنوات القادمة.. طارحا تساؤله حول ماهية الآلية والمنهجية والأساليب التي تضمن مخرجات رياضية ترقى إلى مستوى الطموح, وزاد قائلاً: أكاد أجزم بأن هناك الكثير ممن يفتي حول ذلك حيث أصبحت كرة القدم مهنة من لا مهنة له..!! لذا نأمل أن تتوقف عملية الاجتهادات في العمل في تلك الأكاديميات، مؤكداً أن هناك من التجارب والكفاءات والخبرات التي بالإمكان الاستعانة بها كتجربة نادي الأهلي بجدة أو تجربة أكاديمية التفوق الرياضي أساير القطرية التي أنشئت في عام 2004م بهدف مزدوج لاكتشاف المواهب وتحويل الطلاب الرياضيين الواعدين إلى أبطال عالميين في عدد من الألعاب الرياضية.. مشيداً بتميز الأكاديمية القطرية وبفلسفتها الهادفة إلى تطوير الطلاب الموهوبين بشكل عام وتمكينهم من بناء وتكوين أكاديمي رياضي واجتماعي.. مشدداً على أن هناك العديد من التجارب الأخرى في الدول المتقدمة كروياً يمكن الاستفادة منها من خلال التوأمة وتبادل الخبرات الخاصة بتلك الأكاديميات الرياضية, كما أن الاستعانة بخبراتهم في العمل الأكاديمي الرياضي ربما يختصر مسافة وزمن ضخ المواهب في شرايين الأندية السعودية، وتمنى البروفيسور الرياضي أن يعتمد العمل في الأكاديميات الكروية على رؤية ورسالة وأهداف وميزانية مدعوماً بمركز التأهيل البدني والنفسي وكذلك مركز بحثي متخصص قائم على الدراسات العلمية وفريق تدريبي متخصص
خصخصة الأندية أولاً
يؤكد الناقد الرياضي المعروف الأستاذ عبد الله العجلان أن مشروع الأكاديميات من حيث المبدأ مشروع رائع ومعمول به في دول عديدة متقدمة كرويا.. موضحاً أن مشكلة الظروف والأجواء والإمكانات وأيضاً العقليات الإدارية الحالية ليست مهيأة في الوقت الراهن للتعامل مع مكونات هذا المشروع، وبالتالي تحقيق الفائدة المرجوة منه.. وزاد قائلاً كيف تنجح الأكاديميات ولدينا إدارات أندية غير محترفة وحقوق لاعبين ومدربين لم تسلم منذ سنوات ولوائح وأنظمة ناقصة وغير مناسبة للتعامل مع أجواء الأكاديميات..؟! الأكاديمية لن تنجح ولن تكون مجدية ومتطورة إلا عندما يطبق نظام الخصخصة للأندية وهو النظام الذي يضمن للنادي حرية التصرف كما أنه سيدار بكوادر متخصصة ووفق إدارة مؤسساتية فيما يتعلق برأس المال وطريقة الصرف والاستثمار وغير ذلك من التدابير الإدارية الاحترافية البعيدة عن المجاملات والاجتهادات والمزاج الشخصي للرئيس أو ربما عضو الشرف.
وأكد العجلان أنه سبق أن طالب بالاهتمام بأندية الدرجة الأولى والثانية والثالثة التي يبلغ عددها ما يقارب 140 ناديا وهي الأندية مليئة بالمواهب في كل الألعاب تحتاج فقط لقليل من الدعم الحكومي.. مشيرا الى أنه لو تم ذلك فسوف تتحول تلقائيا إلى أكاديميات أو بالأصح مدارس تنتج آلاف المواهب وفي ألعاب فردية وجماعية متعددة, وبالتالي تستطيع الأندية الكبيرة استقطابها والاستفادة منها.. ومن خلالها ستصل بسهولة إلى المنتخبات الوطنية.. وشدد على أن الاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين أمر مهم ومطلوب شريطة توفير الظروف المالية والإدارية والتنظيمية قبل إقرار الأكاديميات بمفهومها الشامل من حيث المباني والملاعب والأجهزة والتغذية والثقافة الرياضية والصحية... إلخ.
تنمية المواهب
ويلتقط نائب رئيس القسم الرياضي بالزميلة الرياض الأستاذ سليمان العساف خيط الحديث عن هذا المشروع قائلا: أولا لابد من الإشادة بفكرة مشروع الأكاديميات الرياضية ودورها الإسهامي في صقل وتنمية وإبراز المواهب الكروية.. وانعكاس هذا الإنتاج البنائي على مستقبل الرياضة السعودية وتخريج أجيال كروية محترفه تسهم بقوة بالمحافل العالمية وفق إعداد علمي أكثر احترافا وتأسيسا, وأضاف أن مشروع الأكاديميات يعني بناء الإنسان الرياضي السعودي منذ الصغر ووفق أسس علمية ومنهجية تربوية احترافية ستلقي بظلالها على مستقبل الكرة السعودية، وبالتالي تكون - بإذن الله - من الدول المصدرة للمحترفين خارجيا متى ما كان العمل يسير وفق منهجية علمية مدعومة بالميزانيات اللازمة التي تكفل في ترجمة الخطط إلى واقع ملموس، وأشار العساف الى أن وجود البيئة الرياضية الصحية للعمل في هذه الأكاديميات مطلب وضمان للإنتاج الجيد من خلال توافر المنشآت والملاعب المجهزة والخبراء والمتخصصين في التدريب والنواحي الاجتماعية والصحية والتربوية.. مؤكدا أن نجاح هذا المشروع مرهون بتوفير عقول إدارية متخصصة وكفاءات رياضية محترفة قادرة على ضبط ساعة الإنتاج وصياغة العمل المتقن وصناعة الفكر الرياضي المؤسسي.
بناء قاعدة صلبة
وينطلق الدكتور عبد الإله ساعاتي الخبير الرياضي والمشرف العام عن برنامج ماجستير الإدارة الرياضية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة من زاوية ثانية قائلاً: لا ريب أن قرار إطلاق مشروع الأكاديميات الرياضية السعودية الذي أطلقه سمو أمير الشباب في 26 سبتمبر 2011م بعد موافقة مجلس الوزراء الموقر قرار حكيم.. يأتي في إطار الأعمال التطويرية الاستراتيجية التي تشهدها الرياضة بالمملكة، حيث ستقود هذه الأكاديميات الرياضية السعودية إلى مدارج الرقى والتطوير والحضور المتفوق في المحافل الدولية مستقبلا - بمشيئة الله تعالى - كونها معنية ببناء اللاعب منذ صغره على أسس علمية رصينة, وبالتالي فإن هذا المشروع الرياضي التنموي الاستراتيجي سوف يحدث نقلة كبيرة في العمل الرياضي ولا سيما في ظل اهتمام الرجل الأول للرياضة في المملكة.وأضاف أن هذا المشروع يعنى ببناء الإنسان الرياضي منذ الصغر ويوفر له كل أشكال الدعم تنظيمياً ومادياً ومعنوياً وإدارياً.. متمنياً أن يتمحور أداء الأكاديميات بمنهجية علمية حول الفكر والمهارة واللياقة والوعي بمتطلبات المفاهيم الاحترافية للرياضة الحديثة مبكرا بما يسهم في بناء قاعدة قوية لمستقبل مشرق للرياضة السعودية وبما يؤدي أيضاً إلى إحداث نقلة نوعية في مفهوم الرياضة في المجتمع, وأوضح الخبير الرياضي أنه ينبغي أن تظم الأكاديميات أحدث التطبيقات التقنية بما في ذلك معامل القياسات والتحليل الحركي وقياسات الأداء والأجهزة التقنية والإدارية المؤهلة بأعلى المواصفات، مشددا على أهمية الاستفادة من تجربة نادي ميلان الذي امتد مشروعه للأكاديميات الرياضية إلى أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأنشأ فيها أكاديميات رياضية متميزة.. مطالبا بإحضار قادة عالميين لهذه الأكاديميات مثل (ميركو غيوبلبتي) في أكاديمية ميلان العالمية، واوضح قائلاً أنه طالما أن تصاريح الأندية الرياضية من صلاحيات الهيئة، وبالتالي فإن تصاريح الأكاديميات التي تتبع الأندية ينبغي أن تكون من قبل الهيئة لضمان التنظيم الجيد.
عمل مؤسسي
المدرب الوطني القدير الدكتور عبد العزيز الخالد أوضح أن مشروع الأكاديميات الرياضية يعتبر نقلة مهمة جدا في مسيرة الكرة السعودية وعلى الرغم من تأخر الإعلان عنه إلا أنه سيسهم بشكل كبير في اكتشاف وصقل المواهب وتهيئة الظروف المثالية للموهبة وتطويرها وتعويدها على الاحترافية والفكر الاحترافي والثقافة العامة والانضباط في وقت مبكر، وزاد قائلا ان هذه المعطيات المشار إليها تنقص الكرة السعودية حيث إن الهرم مقلوب..!! إذ نجد الصرف المبالغ فيه والهدر المالي لجوانب وقتية تنتهي بنهاية الموسم والاهتمام بنتائج موسمية بغض النظر عن مستقبل النادي واستمراريته في ظل غياب العمل المؤسسي وينسى أو يتجاهل هؤلاء مع الأسف الاهتمام بالقاعدة والبناء الحقيقي للنشء وتقديم الدعم اللازم لها, وأضاف إذا أردنا مخرجات عالية المستوى يجب عمل خطة استراتيجية متكاملة وفق أسلوب علمي مقنن يبدأ ببنية تحتية متكاملة من ملاعب ومعسكرات وقاعات دراسية وغرف تغيير الملابس وصالات للحديد والعلاج الطبيعي والأدوات المساندة المتكاملة وغيرها.. إلى جانب توافر الكوادر العاملة ذات التأهيل العالي من مدربين متميزين ومتخصصين في القطاعات السنية وإخصائيين اللياقة البدنية والعلاج الطبيعي والتربويين ووجود كشافين فنيين ومن ثم صياغة آلية العمل العلمية التدريبية والتعليمية والتربوية والثقافية لتلك المواهب بأساليب حديثة تضمن المخرج المتميز في الأداء والاحترافية والثقافية المنشودة، وأكد الخالد ضرورة الاستفادة من تجارب الآخرين العالمية مع التأكيد على الخصوصية والعادات والتقاليد والاهتمام بالجوانب التربوية والدينية كالمحافظة على الصلاة والأخلاق والسلوك الحسن وتعزيز الجانب الوطني لدى النشء وبالتالي ضمان عدم تردد أولياء الأمور في إحضار أبنائهم إلى هذه الأكاديميات وسهولة استقطابها.
الخبرات العالمية
أما الكاتب الرياضي الأستاذ محمد صالح الدويش فقد أشار الى أن إطلاق مشروع الأكاديميات الرياضية السعودية يمثل نقلة نوعية في تاريخ الرياضة السعودية بشكل عام.. مؤكدا أن الأكاديميات تسهم في بناء وتأهيل الإنسان الرياضي منذ الصغر عن طريق توفير التدريب الرياضي والتحصيل العلمي للمواهب في بيئة رياضية صحية عالية المستوى لإعداد وتخريج كوادر رياضية مدربة تدريبياً علمياً وعملياً وتربوياً في مختلف الأنشطة الرياضية إقليمياً وعالمياً، وشدد قائلاً متى ما توافرت الإمكانات اللازمة وظهرت الأكاديميات على أرض الواقع وبالشكل الذي يجب أن تكون عليه ستلقي بظلالها على الحركة الرياضية بشكل عام, وزاد من خلال تجارب سابقة لا ترتقي بأي شكل من الأشكال لمستوى الأكاديمية لكنها كانت عبارة عن نواة مصغرة للأكاديمية.. نستذكر مدرسة الهلال الكروية في الثمانينات الميلادية عندما كانت تعتمد على خبرات تدريبية عالمية أمثال بروشتش وكوبالا والعربي طه الطوخي وقدمت لنا جيلاً من المواهب التي شقت طريقها للفريق الهلالي الأول ومنتخبات المملكة فضلا عن إسهامها في تحقيق إنجازات كبيرة للكرة السعودية سواء من خلال النادي أو المنتخبات ومن هؤلاء النجوم المصيبيح والثنيان وسعد مبارك والتمياط وأبو اثنين والحبشي وغيرهم، لكن المدرسة تراجعت كثيراً عندما فقدت الدعم وفقدت الكوادر الفنية المؤهلة، وأضاف لكي تضمن المخرجات العلمية المؤسسية للرياضة السعودية وإعداد المواهب إعدادا احترافيا لا بد من توفير أفضل البرامج التدريبية الأكاديمية للنشء وكذلك توفير الكفاءات التدريبية المتخصصة في اكتشاف المواهب وتنميتها وتطويرها من أصحاب الخبرات العالمية مع إتاحة الفرصة للكفاءات التدريبية الوطنية المتخصصة أيضاً للعمل بجوار هؤلاء للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال.. مشيرا الى أن هذه الأكاديميات تعد النشء إعدادا تربويا وتعليميا وفنيا بما يتناسب مع تفوقهم الرياضي مع توفير الرعاية الاجتماعية والصحية للمنتسبين وتهيئة النشء في مختلف الألعاب الرياضية للمنافسة إقليميا وعالميا، وشدد على ضرورة الاستفادة من تجارب الآخرين والاستعانة بخبرات مخصصة ولا سيما تلك الدول التي تملك الأكاديميات المرموقة الأمر الذي يضمن بناء مجتمع رياضي مؤسسي طموح يحقق المنجزات الوطنية ويعيد بالتالي وهج الكرة السعودية.
مشروعات استراتيجية
ويرى الناقد الرياضي الدكتور صالح ناصر الحمادي أن الأمير نواف بن فيصل يقود الحراك الرياضي وفق الآلية المتبعة عالميا وهو يحرص على الاستفادة من الدراسات العلمية وأفكار خبراء المجال الرياضي ومن جولاته العالمية عاد أمير الشباب بعدة أفكار جميعها تصب لصالح مستقبل الرياضة السعودية ومنها مشروعا الصقر الأولمبي ومشروع الأكاديميات الرياضية وهي مشروعات استراتيجية تحمل في طياتها مستقبلا مليئا بالتفاؤل والثقة والآمال، وأضاف قائلا.. ان مشروع الأكاديميات الذي يجد الدعم والاهتمام من القيادة الرياضية سيكون تنفيذه من مسؤولية الأندية السعودية وبعض رجال الأعمال، ولا سيما أن الأمير نواف بن فيصل أعلن أنه تلقى بعض الطلبات من بعض رجال الأعمال للاستثمار في هذا المجال، وهذه بوادر مشجعة ومحفزة للجميع.. وزاد أن النادي الأهلي من أوائل الأندية في إنشاء الأكاديميات وسيتبعه الكثير وهناك مستثمرون بدوا في الاستفادة من مثل هذا المشروع الحيوي.. ومن المهم الاستفادة ممن سبقنا في هذا المضمار والأجمل جلب خبراء متخصصة في هذا المجال ليس لصنع أجيال من اللاعبين الموهوبين فقط، بل وصناعة أجيال من المدربين والإداريين المتخصصين.. وشدد على ضرورة التركيز على مخرجات هذه الأكاديميات وتغيير البرمجة الموسمية وتوفير دوريات تنافسية للمراحل السنية لكي يتعود اللاعب على المباريات وظروفها وبالتالي يكسب خبرات تدعم موهبته، وأوضح أن مشروع الصقر الأولمبي والأكاديميات هما المستقبل الحقيقي للرياضة السعودية وسيكون وضع المنتخبات الوطنية السنية في السنوات المقبلة متوازيا مع الدول المتقدمة مثل اليابان وكوريا.. وربما التفوق عليهما.
مشروع عملاق
يشير الدكتور عبد القادر البابطين أستاذ الإدارة الرياضية المشارك بقسم التربية البدنية وعلوم الحركة - جامعة الملك سعود - أن مشروع الأكاديميات الرياضية مشروع عملاق لو تم إدخال بعض اللمسات التطويرية على لائحة الأكاديميات لتحقيق التميز والريادة الرياضية الوطنية ومنها منح إدارة الأكاديميات الرياضية التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب (بدلا من الاتحادات) صلاحيات متابعة الأكاديميات وتقديم المشورة لها وحل الخلاف حول انتقال الطلاب (مادة 33، 34، 36) وذلك لتوحيد جهة الإشراف على الأكاديميات فضلا عن ميزة الاستقرار الإداري.. وأيضا منح تراخيص للاتحادات الرياضية لمزاولة نشاط أكاديميات رياضية وذلك بإضافة كلمة الاتحاد على (مادة 3/1 و3/3) إلى جانب رفع الحد الأعلى للعمر ليصبح 23 سنة، مادة (10/2).وحول الآلية والمنهجية المطلوبة لضمان مخرجات علمية مؤسسية.. قال ينبغي أن تقوم إدارة الأكاديميات الرياضة التابعة لرعاية الشباب بدور بيت خبرة لتكون صمام الأمان في تحقيق وضمان الجودة لمخرجات الأكاديميات الرياضية وفقا للأهداف والواجبات (مادة 6/5) واقترح أن بيت الخبرة المشار إليه آنفا أن يقدم خدمات استشارية تطويرية بمعايير عالمية تضمن جودة عالية لمخرجات الأكاديميات الرياضية ومنها الآتي:
1 - انتقاء الموهوبين رياضيا (مادة 20/3/) .
2 - إعداد الموهوبين رياضيا إعدادا احترافيا.
3 - تطوير المهارات الذهنية.
4 - الإعداد البدني والمهاري والتخطيطي.
وأخيرا السماح للاتحادات الرياضية بمزاولة نشاط أكاديميات رياضية حتى يتسنى لها إقامة توأمة مع جهات عالمية لديها دراسة وخبرات عالمية مميزة في مجال الأكاديميات..
خطوة تاريخية
يؤكد الدكتور علي الغامدي رئيس الجمعية العلمية السعودية للتربية البدنية وعلوم الحركة بجامعة أم القرى والمشرف على مشروع أكاديمية النادي الأهلي أن الكثير يخلط بين الأكاديميات وبين المراكز الرياضية ومراكز الناشئين والمدارس الكروية وغيرها من المسميات، مشددا على أن البون شاسعا تماما مثل البون بين الهواية والاحتراف.. وأضاف لابد من الاستعانة بالمؤهلين علميا وفنيا واستحضار الخبرات العالمية وضمان المشاركة المنفعية المجتمعية التي تقوم على الربح الاقتصادي مقابل المنجز الرياضي.. مشيرا إلى ان ما قامت به (رعاية الشباب) يعتبر خطوة أولى في الطريق الصحيحة ويستتبعه العديد من الخطوات التي تشكل في نهايتها منظومة رياضية متكاملة تستطيع من خلالها تحقيق المنجز الرياضي المتصل.. وزاد قائلا لابد من منظومة عمل مبنية على استراتيجية طويلة المدى وهو ما نطالب به الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومنذ سنتين ومن خلال المنظومة والاستراتيجية تتم بلورة الأهداف وتحويلها إلى برامج ومشروعات تؤدي في النهاية لتحقيق الأهداف المنشودة وهي استراتيجية تعتمد على عامل الزمن المقسم إلى خمس سنوات لكل مرحلة يكون خلالها وبعدها تقويم لمجمل العمل والتعديل بناء على النتائج ولابد من إشراك الكفاءة الوطنية سواء التدريبية أو الإدارية أو البحثية, كما أن توزيع العمل التنظيمي إلى أجزاء يساعد كثيرا على صناعة النجاح وذلك عندما تكون هناك مساحة مناطقية للعمل الرياضي مما يعطي مجالا أرحب للإبداعية والخروج عن (التابو) المقدس في العمل الحكومي الرسمي المتسم بالروتين والبيروقراطية. ويجب ان نفتح الأبواب والنوافذ لشمس العمل المؤسساتي الجاد والمخطط والمنظم بعيدا عن تشكيل اللجان المتعددة والمتكررة من نقس الشخوص التي على مدى العقود الماضية لم تفض الى أي منجز يشار له، أو يستند عليه.وحول مدى تطوير العمل داخل أروقة هذه الأكاديميات.. قال إن الاستعانة بخبرات متخصصة والاستفادة من تجارب الآخرين هي قاعدة وركيزة عمل أساسية وقد عمل بها حرفيا سمو الأمير خالد بن عبد الله خلال السنوات الست المنصرمة ضمن الأكاديمية بالنادي الأهلي،
قوة كامنة
أما الكاتب الرياضي الأستاذ عبد المحسن الجحلان فقد أدلى بدلوه حول هذا المشروع التاريخي قائلا، لا شك ان الأكاديميات الرياضية تعد ركيزة أساسية لنجاح أي مشروع رياضي, لأنها تمثل القوة الكامنة من الأسفل وهذا يعد هو الأساس في نجاح وفلاح أي منظومة رياضية ولتأكيد ذلك ما تشاهده في الدول المتطورة على الصعيد الرياضي.. لنأخذ مثالا على كرة القدم ففي أوروبا نجد ان صناعة اللاعب تبدأ عند سن الطفولة الوسطى لأنه في تلك المرحلة السنية قادر على الاستجابة والتفاعل والتعلم وحينما يكبر تكون لديه المهارات الأساسيات التي تساعده على النجاح والتألق.. ومن هذا المنطلق تألقت أوروبا وأمريكا الجنوبية كرويا وهنا يتعين الاستفادة من تجارب الدول المتطورة كرويا يجلب الخبراء والمتخصصين والنهل من تجاربهم الرصينة، مؤكدا ثقته بولادة مشروع رياضي تنموي استراتيجي سيشكل قاعدة متينة لمستقبل مشرق للرياضة السعودية.
اقتصاديات كرة القدم
يشدد حارس الشباب الدولي سابقاً عبد الله آل الشيخ على ان قرار إطلاق مشروع الأكاديميات الرياضية السعودية يمثل خطوة تطويرية شاملة مبنية على العلم والتخطيط والتنظيم والمعرفة العصرية تهدف إلى إعداد وتأهيل وتطوير جيل جديد من اللاعبين الموهوبين.. مؤكداً ان ما يميز الأكاديميات أنها تعنى بالنشء مهارياً وفكرياً وفنياً وسلوكياً وبالتالي ينمو ويكبر وتنمو وتكبر معه مهارته وثقافته. وأوضح آل الشيخ ان العالم الرياضي يعيش اليوم طفرة في اقتصاديات كرة القدم وترسخت العلاقة التبادلية بين الاقتصاد والرياضة.. مشيراً الى ان وجود مثل هذه المشروع الرياضي الاستراتيجي سينعكس على الاقتصاد الرياضي ويثري العمل الاستثماري في المنظومة الرياضة متى ما توافرت العقول المدججة بالفكر والتخصص والمعرفة والتنظيم في العمل الرياضي.