لن يصدق أحد أنّ توزيع المِنح لا يزال يكتنفه العديد من الأسئلة، فهذا الجانب يفترض أننا تجاوزناه منذ زمن بعيد. بمعنى آخر، لو قال أحد إنّ البلدية الفلانية، توجّه المِنح إلى أشخاص ميسورين وأبنائهم وبناتهم، على حساب الناس المحتاجين الذين لا يمتلكون ولا حتى جداراً يستندون عليه، فإنّ البعض لن يصدق! وعدم التصديق نابع من لا أحد لا يزال يجهل بأنّ هناك عشرات الوسائل لكشف المخبوء، وأنّ من تسوّل له نفسه التلاعب بحقوق الناس، فإنه سيكون في اليوم التالي، مكشوفاً بالصورة أمام الملأ، حتى ولو لم تكن له صورة من قبل!
غريب. كيف يتوقّع البعض أنهم سيكونون بمنأى عن الكشف؟! وكيف يعرف البعض أنهم تحت الضوء، ويستمرون بممارسة التجاوزات؟!
الإجابة تكمن بأنّ هؤلاء المتجاوزين يتجاوزون، لأنّ هناك من يقول لهم: ما عليكم، لا يهمكم أحد!! أي أنّ الضوء الأخضر قد مُنح لهم، كما مُنحت الأراضي لمن لا يستحقونها! وأكيد أنّ العدالة في إيصال الحق للمواطن، والتي وجهت بها كل قرارات الدولة، سوف تفتح عينيها، وسوف تستعيد الِمنح التي وُهبت لغير المستحقين، ثم توزّعها على المستحقين. هذا ما نأمله وما نتوقّعه قريباً.