حقائق دامغة وأرقام صريحة وألقاب محلية وخليجية وعربية وآسيوية وعالمية عديدة تكفي لإثبات تفرّد وتميّز ونجومية محمد الدعيع, تاريخ طويل ناصع حافل بالعطاء لوطنه والوفاء لأهله وناديه ومدينته, سيرة مضيئة عامرة بالتواضع والرقي والأخلاق والاحترام والالتزام, يملك أكثر من غيره سمات وصفات النجم الحقيقي, وهو من تنطبق عليه شروط ومعايير ومواصفات (الأسطورة), نعم هو الذي يستحق هذا اللقب لأنه وحده من صنع الكثير من الإنجازات والبطولات للوطن وللهلال وقبله الطائي على مستوى الناشئين والشباب والكبار, في حين أن غيره ساهم في تحقيقها فقط ولم يصنع شيئاً منها, هكذا تتحدث وتشهد وتؤكّد البطولات المحلية والخليج والعرب وآسيا وكأس العالم, من هنا أتطلع إلى أن يكون حفل اعتزاله المقرّر يوم الخامس من يناير المقبل بحضور الفريق الشهير جوفونتوس الإيطالي حدثاً مختلفاً ومميزاً تجسد فيه الأوساط الرياضية الرسمية والإعلامية والجماهير السعودية بمختلف انتماءاتها حبها لهذا العملاق وتعبّر فيه عن معنى الوفاء والتقدير له, تماماً كما أحبها واحترمها وأسعدها وجلب لها الفرح.
كل المؤسسات الحكومية والأهلية ورجال المال والأعمال وعموم أندية الوطن وفي مقدمتهم اتحاد الكرة مطالبون بالحضور والمشاركة والمساهمة في احتفالية نجم اجزم أن جميعهم لم يتفقوا على إبداع وتفوق وتألق وانجازات لاعب سعودي مثلما اتفقوا على محمد الدعيع, هذا الذي لم تصدر منه طيلة تاريخه وزخم مبارياته مع الطائي والهلال ومنتخبات الوطن أية كلمة نابية أو إساءة أو إيذاء أو تقليل من شأن احد داخل الملعب أو خارجه..
شكرا لرقي وكرم وإنسانية ووفاء واهتمام الأميرين عبدالله وعبدالرحمن بن مساعد, ووفق الله الدعيع في حياته الأسرية و في مجاله الرياضي الجديد, وان كنت أتمنى الاستفادة من سيرته وشهرته وخبرته ونجوميته ليكون احد الأعضاء المهمين والفاعلين في اتحاد الكرة..
ورطة الرمز!
من اكبر الأخطاء التي يرتكبها البعض أثناء مناقشة ومعالجة مشاكل كثير من الأندية أنهم لا يتعاملون مع الواقع بقدر إصرارهم دائما على استرجاع الماضي من اجل التغني بمجد كان, بل الأسوأ من ذلك أن يتم اختزال كل التاريخ والانجازات والنجاحات بشخص واحد سواء كان رئيسا أو لاعبا أو مدربا, وان النادي بجماهيره وأعضاء شرفه ضاع كليا وتدهور تماما ولم يعد يساوي شيئا ومن المستحيل إنقاذه بعد غياب رمزه أو اعتزال نجمه..
صحيح أن هنالك رموز ونجوم لهم وزنهم وإسهاماتهم وأدوارهم الحيوية في مسيرة هذه الأندية لكن لا يعني هذا أنهم الكل في الكل وان لا احد غيرهم يستطيع بعدهم أن يفعل شيئا, هذه العقول تريد أن يتوقف الزمن لان هذا اعتزال وذاك مات, وهي من حيث تدري أو لا تدري تقزم النادي, تجعله أسير نظرية معطلة مهلكة تقف في وجه أية محاولة للإصلاح أو إعادة البناء, تحبط كل من يتحمس ويبادر و يبذل ويسعى بماله وجهده وفكره حبا ودعما لناديه..
الأندية التي تعتمد على هذا الأسلوب ستظل عاجزة غير مؤهلة للتطوير وغير قادرة على التغيير طالما ربطت مصيرها وآمالها وطموحاتها بإداري لا مثيل له ونجم خارق لن يتكرر..
* * *
* كل الأجواء والظروف الإدارية والفنية والمعنوية كانت تميل قبل مباراة الاتحاد لمصلحة الأهلي الذي بات اليوم مختلفا ومؤهلا أكثر من أي وقت مضى للمنافسة وربما لتحقيق لقب الدوري..
* من الظلم أن لا يحقق الأهلي انجازا وهو يحظى بدعم الأمير خالد بن عبدالله ويدار بفكر وحماس الأمير فهد بن خالد..
* ما يجري في الاتحاد أمر توقعناه قبل موسمين واتضحت ملامحه منذ الحلقة الأولى لمسلسل تطفيش الدكتور المرزوقي..
* التناقض بين اللجان في الآراء والتعليقات والمواقف على بعض القرارات كما حدث مؤخرا في موضوع نصف المقعد الآسيوي يسبب الإحراج لاتحاد الكرة ويسيء لسمعة ومكانة الكرة السعودية التي لم تعد تتحمل المزيد من السقوط..
* قلناها ونكررها لن تتحسن نتائج ومستويات المنتخبات السعودية في ظل فوضى وكثافة وتداخل وإزعاج وإرهاق المسابقات المحلية للصغار والكبار على حد سواء..
abajlan@hotmail.com