في فترة حرب اليمن في عهد الملك فيصل رحمه الله كان جماعة من الوداعين من الدواسر يسيرون بقافلة من السيارات اتخذوها للأجرة في نقل المسافرين. وأذكر من أسمائهم مرضي بن محمد، وعبيد بن مبارك، وحمد بن هندي، ومضحي وأخيه عبدالله، ومبارك بن منصور، وهتيمي بن عبدالله، ويرافقهم شمري يسير معهم بسيارته لنفس الغرض.
وكانوا جنوب الرملة أعلى بيحان وهو مكان خوف وخطر حيث إن طائرات العدو تلاحق الأعداء، وصادف أن تعطلت سيارة الشمري وهم لا يستطيعون التفرغ لإصلاحها للخطر والخوف فأخذوا ما في السيارة وتوازعوه بينهم ثم قسموا السيارة إلى أوصال وتوازعوها أيضاً وعندما اقتربوا من نجران وأمنوا من الخوف أعادوا السيارة إلى حالتها وأصلحوها وجعلوا يمشون بسياراتهم وراءها وفوقها راية حتى دخلوا مدينة نجران وبهذه المناسبة قال المؤلف:
من يريد المجد يرّث له فعايل
مثل ما قال القريفه في لحونه
بالحلال وعند لقوات الدبايل
كل ما جاله مجالٍ يمدحونه
ندري إن المال هو والعمر زايل
والفعايل بالتوالي يذكرونه
غير هذا واجدٍ فعل الجمايل
يدركون الطيب ناسٍ يفعلونه
للدواسر قصةٍ ماله مثايل
الخوي وموتره جوا ينقلونه
ذا وهم في خوف من شر القبايل
وطايراتٍ في سماهم ينظرونه
ذي عوايدهم عزيزين الحمايل
كل حزة ضيق زايد يندبونه
سعود بدر المقاطي
من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية: تأليف منديل الفهيد.