|
الجزيرة - الدوحة
حدد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين أربعة أركان هي الجَلَد، والتقنية، والبشر، والمسؤولية كأساس لانطلاقة إلى عصر ذهبي جديد للبترول، وقال خالد الفالح خلال مؤتمر البترول العالمي في دورته العشرين المنعقدة في العاصمة القطرية، الدوحة: هذه الأركان يمكن أن تخدم - كمبادئ توجيهية تسترشد بها الصناعة النفطية - في إيجاد حلول تتسم ببعد المدى والقدرة على الاستمرار، حاثا المجتمع النفطي العالمي على تطوير حلول تساعد سكان العالم. واعتبر أن ركن المسؤولية الخاص بالصناعة النفطية يشمل أيضاً تطوير جيل جديد من الكفاءات الشابة واستحداث تقنيات تهدف إلى تطوير منتجات جديدة في إطار التحسين البيئي لإمدادات الطاقة ورفع كفاءتها. واستطرد قائلاً: «أول هذه الأركان الأساسية هي ما أُسمِّيه المحافظة على القوة: أي تبني نهج بعيد المدى في الأعمال يرتكز على الواقعية والمرونة والقدرة على التحمل، أي، بعبارة أخرى، ما يسميه الرياضيون الجَلَد أو قوة التحمل.» واستحضر الفالح عدداً من الأمثلة على خبرات أرامكو السعودية ونجاحها بفضل تحلي خططها وممارساتها بالجلد والثبات والمحافظة على قوتها واستراتيجيتها. وذكر في هذا الشأن مشروع منيفة الذي تنفذه أرامكو السعودية بطاقة إنتاجية تبلغ 900 ألف برميل في اليوم من النفط الخام كمثال عملي على ذلك، مؤكداً أن المثابرة ومواصلة السير على الدرب، بدلاً من التراجع فور ظهور صعوبات قصيرة الأجل سر النجاح على المدى البعيد في مجال الاستثمار. وعبر الفالح في كلمته عن تفهمه بأنه ليس من السهل الالتزام بهذه الرؤية البعيدة في الوقت الذي تتطلب فيه الأسواق المالية نتائج جيدة على المدى القصير، ومع ذلك، فقد رأى بأن ذلك الالتزام أمر بالغ الأهمية «إذا ما أردنا أن نخرج هذا العصر الذهبي الجديد إلى حيز الوجود. وفي معرض حديثه عن الركنين الثاني والثالث في هذه الاستراتيجية التي رسم أبعادها في كلمته وصولاً إلى عصر نهضة جديدة للطاقة النفطية، قال المهندس الفالح: «إن على الشركات أن تغيّر من طريقة عملها في ضوء التقدم السريع الذي يتم تحقيقه في مجال التقنيات، وفيما تشهده الصناعة النفطية من تحولٍ ديموغرافيٍ مع تقاعد المهندسين والأخصائيين ذوي الخبرة، ودخول عدد أكبر من الموظفين الشباب الذين لديهم آمال وتطلعات أكبر في إحداث فرق. وقال في هذا الشأن: «هذا التحول ينطوي على تحدٍ وفرصة في آن واحد، فالتحدي يتمثلفي نقل خبرات اكتسبها الجيل السابق بشق الأنفس إلى جيل جديد. أما الفرصة فهي الاستفادة من المجموعة المختلفة والرائعة لدى الجيل الصاعد من الشباب رجالاً ونساءً من مهارات وتطلعات ونظرة تجاه العالم.» وأضاف الفالح أنه بهدف التواصل مع الموظفين الأصغر سنًا، فقد أسست أرامكو السعودية «هيئة استشارية للقادة الشباب» بهدف الاستماع إلى وجهات نظرهم وأفكارهم وتفعيل طاقاتهم وإثراء خبراتهم. وعن الركن الرابع من هذه الاستراتيجية وهو المسؤولية قال: ينبغي على الشركات ألا تكتفي بتقاريرها السنوية حول الاستدامة البيئية، بل عليها أن توسع نطاق مشاركتها في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للتوظيف وتنمية مهارات ريادة الأعمال.» وأضاف: أعتقد بأن جميع العوامل الضرورية للدخول في عصر ذهبي جديد للبترول قائمة بالفعل، وعلينا لتحقيق أقصى استفادة من هذه الأوضاع أن نبرهن على أننا نتمتع بالجَلَد على المدى البعيد، وأن نقوم باستثمارات استراتيجية في الأبحاث والتقنيات، وأن نوجد بيئة تتيح لموظفينا تحقيق التميز، وأن نعمل بمسؤولية لمساندة مجتمعنا وحماية كوكبنا.» وأوضح: أن الصناعة البترولية الآن مهيأة للدخول في عصر ذهبي جديد، وأن عصر النهضة لهذه الصناعة، لا يعني فترة طفرة وازدهار أخرى تمتد لنحو عشر سنوات ويزيد خلالها ما ننفقه وما نحققه، وإنما «عصرًا نلبي فيه التزاماتنا نحو البشرية وفي الوقت ذاته نحو البيئة الطبيعية، وبالنسبة لي، فهذه هي الغاية الأسمى التي نعمل لتحقيقها من خلال ما نوفره من طاقة.» وأضاف: في ضوء التغيّر الشامل الذي طرأ على الحوار العالمي في مجال الطاقة مع انحسار مخاوف نفاد النفط وتعثر خطوات مصادر الطاقة المتجددة وبدائل الطاقة، إلى جانب الغموض الذي يكتنف الأوضاع الاقتصادية والتحول في السياسة البيئية، فإن الصناعة النفطية قادرة على تحقيق الرفاهية لبلايين البشر حول العالم ممن يسعون لتحقيق مستويات معيشية أفضل.»