دأب العقلاء عبر الأجيال على تجويد الأسماء وتحسينها، تفاؤلاً بها من جهة، وتعبيراً غير مباشر من جهة أخرى عن تَطَلُّعٍ وأملٍ تود النفوس بُلُوغه. ونحن في محافظة الخرج وغيرها قد خَالَجَنا مثل هذا الشعور، حيث كانت الجامعة مطلباً وتطلعاً، فما أن لاحتْ بوادر وجودها في الأفق حتى شاع في المنتديات والمحافل العامة والخاصة مسمىً لها، وبعد أن تكلّلت جهود المخلصين الصادقين بالنجاح وبخاصة الجهود المباركة الطيبة التي بذلها محافظ الخرج صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن ناصر حفظه الله ورأَتِ الجامعة النور إثْرَ قرار ملكيّ كريم نقلها من عالم التطلعات والتأملات إلى علم الحقيقة والواقع. وعلى الرغم من أن الجامعة عَمُرت -والحمد لله- بالعقول النَّيِّرة والسواعد المثابرة؛ إلا أن التطلعات والرغبات ما زالت قائمة بل حريصة على حمل الجامعة لاسم يعطيها دفعاً معنوياً وتألقاً يسمو بها نحو الريادة والتميز.

وبحمد الله تعالى لم يَطُل الانتظار، حيث استفتحت الجامعة عامها الجديد هذا بالقرار السامي الكريم القاضي بتغيير مسمى جامعة الخرج إلى (جامعة سلمان بن عبد العزيز) فعَمَّتْ فرحة غامرة شملت كافة منسوبي الجامعة وأهالي محافظة الخرج والمحافظات الأخرى جنوب الرياض حيث تنتشر فيها كليات الجامعة وتقوم بوظيفتها تجاه أبنائنا وبناتنا وتجاه المجتمع على نحو عام، ومنذ تلك اللحظة استحضرت في ذهني مقدار المسؤولية المتجددة على الجامعة، فبالإضافة إلى خططها وخطواتها المتقدمة أصبحت الآن بحاجة إلى بذل المزيد لتعلو بكيانها علوا يقارب شموخ الرمز الوطني الكبير الذي حملت اسمه (صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله)، فهو الرجل الذي بلغت أعماله وإنجازاته شأواً بعيداً في كافة المجالات وشتى مناحي الحياة، فها هي الرياضُ رياضَ علم وحدائق معرفة، وجِنان تطوير وازدهار، والفضل في ذلك بعد الله تعالى يرجع إلى اجتهادات ومواقف سموه الكريم المؤيدة والمؤازرة بدعم قادة حكومتنا الرشيدة ابتداءً بالمؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود تغمده الله برحمته، ووصولاً إلى قائد مسيرة النهضة والازدهار التي نتفيأ ظلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله.

وإنني إذ أشعر بالبهجة والسعادة بهذا الأمر السامي الكريم، أرفع تهانيّ إلى محافظ الخرج صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن ناصر لمبادراته البناءة والمؤثرة بهذا الخصوص وتجاه الجامعة عموماً قبل نشأتها وبعد ذلك، كما أهنئ نفسي وكافة منسوبي الجامعة وأهالي محافظات جنوب الرياض، وأرجو لجامعة سلمان بن عبد العزيز تحت إدارة معالي الدكتور عبد الرحمن بن محمد العاصمي مزيداً من الرفعة والريادة. والله ولي التوفيق.

الدكتور مبارك بن فهيد القحطاني - عميد شؤون أعضاء هيئة التدريس والموظفين