فاصلة:
(لم هو سهل سحق الحرية الداخلية للإنسان باسم الحرية الخارجية)
-حكمة هندية، طاغور-
هل يكتب الكاتب دوماً ما يريد؟
الجواب لا.
لأنه إن كتب ما يريد ضاع وقته وجهده فلن تجاز مقالته.
في الزمن القديم كان الكاتب يصاب بالإحباط وربما الغضب، إذا تم تعديل مقالته من قبل المجيز أو منعت من النشر، أما الآن فهناك جمهور عريض في شبكة الانترنت يجده الكاتب في مواقع التواصل الاجتماعي أو في مدونته أو موقعه الشخصي، والفارق بين نشره في المطبوعة الورقية وعبر الانترنت أنه في الحالة الثانية يستطيع أن يعبر عن رأيه ويجيز ما يكتب ورقابته هنا ذاتية ويتحمل هو مسئولية ما ينشر فيصبح مع مرور الوقت أكثر نضجا ووعيا بذاته المهنية.
كما أن المتصفحين عبر الانترنت يتواصلون معه دون أن ينتظروا إجازة تعليقهم من قبل إدارة الانترنت في الصحف الورقية التي أصبح لها جميعا مواقع اليكترونية.
الإعلام الجديد منح الكاتب والصحفي ثقة في قدراته فهو محك حقيقي لموهبته وقدرته على التعبير فلا يوجد مطبخ صحفي يُصلح تعابيره أو مصحّح لغوي يعدّل من لغته هو وجهاً لوجه مع القارئ.
فمن نجح أصبح واثقا من قدرته وامتد جمهوره ومن فشل فقد واجه حقيقة انه كاتب أو صحفي متهالك.
الحقيقة أنّ المعاناة في المستقبل ستكون كبيرة إذا ظلّ الكاتب أو الصحفي دون إلمام بالإعلام الجديد فالحريّة هي الشعلة التي توقظ الإبداع في عقل وفكر الصحفي أو الكاتب، وبدونها يتحوّل إلى موظّف يكتب ما تريده المطبوعة وما يرضى عنه الرقيب.
الرقيب يلقي بظلاله على أسلوب الكاتب أن تدخل في النص، أما إن اكتفى بمنع النشر فقد أمات الفكرة ورقياً وفتح مجال للكاتب أن يقع في أحضان الإعلام الجديد.
nahedsb@hotmail.com