برحيل الأستاذ عبدالرحمن الحمدان (80 عاما) ثاني رئيس في تاريخ نادي الهلال.. الذي وافته المنية مؤخراً..فقدت الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى شخصية بارزة من الشخصيات الرياضية والاجتماعية التي خدمت مسيرة الهلال قبل نصف قرن من الزمن كانت عامرة بالتضحيات الخالدة والبصمات الراسخة والإسهامات التاريخية الهلالية.. كما خدم الراحل المجال التعليمي والتربوي كمسؤول أول عن مكتب معالي وزير المعارف الراحل الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ غفر الله لهما، ولمن فاته قطار المعرفة عن هذه الشخصية التاريخية النموذجية.. أدباً وخلقاً وتواضعاً وفكراً وثقافة واستنارة.. كان يعتبر من الرموز الأفذاذ الذين خدموا الكيان الهلالي في حقبة الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت، ومن الرجال الأوفياء الذين لازموا مؤسس النادي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله في أهم مرحلة تاريخية وحقبة مفصلية في مسيرة الكيان الأزرق، حيث ارتبطت علاقته يرحمه الله مع النادي العاصمي الكبير منذ أواخر حقبة السبعينيات الهجرية كمحب له، فحمل العضوية الشرفية بدعم قوي ومباشر من رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى (أبو مساعد) بعد تسجيل وتصنيف النادي الأزرق في مطلع الثمانينيات الهجرية.. وكان فقيد الرياضة من رجالات الهلال الأوفياء الذين دعموا مسيرته وقدموا تضحيات جسيمة وعطاءات خالدة لا سيما عقب ابتعاد مؤسسه ورئيسه الراحل (عبدالرحمن بن سعيد) لظروفه الخاصة. فتصدى بكل شجاعة لمهمة حفظ البيت الأزرق وإعادة توازنه واستقراره ولم شمله بعد اعتذار الرمز الكبير عن استمراره في إدارة دفة البيت الهلالي عام 85-1386هـ فتم ترشيحه رئيساً للنادي - كثاني رئيس في تاريخ النادي الخمسيني- موصلا خدمة عشقه الكبير حتى أواخر الثمانينيات الميلادية حيث عاصر الكثير من رؤساء ورجالات الهلال، وشكل رقما «استشاريا» صعبا في معادلة التفوق الهلالي في تلك الأيام الخوالي. فضلا عن امتلاكه خاصية التهيئة النفسية والتحضير المعنوي لأبنائه نجوم هلال الثمانينيات، ومن أشهر الرؤساء الذين استفادوا من أفكاره المستنيرة وخبرته الإدارية وتجربته الرياضية الثرية ومنهجيته التربوية.. الأمير الراحل عبدالله بن سعد -رحمه الله- الذي اختاره ضمن أعضاء مجلس إدارته في الثمانينيات الميلادية تلك الحقبة حقبة النجوم الكبار التي شهدت أبرز الإنجازات الذهبية والألقاب الكبيرة التي دخلت الدولاب الأزرق.. فحظي -الراحل- بقدير وإجلال وحب الجميع له لدماثة خلقه وتواضعه الجم وسلوكه الرفيع الذي أكسبه احترام كل الأطياف الهلالية له، كان -الفقيد- يتنازل عن حقه إذا كان من أجل مصلحة النادي الذي عشقه حتى الثمالة وعايشه -كمشجع- منذ أن تأسس ونهض على أكتاف رمزه الكبير ومؤسسه العصامي الراحل (ابن سعيد) في النصف الثاني من عقد السبعينيات الهجرية.
كما اتجهت (بوصلة) عطائه الكبير وخدماته الوطنية الجليلة وإسهاماته الوظيفية نحو قطاع التربية والتعليم فعمل -يرحمه الله- مديراً عاماً لمكتب معالي وزير المعارف آنذاك الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ في قبل ما ينيف عن أربعة عقود زمنية وكان من رجالات الدولة الأوفياء الذين ساهموا في مسيرة الحركة التعليمية في بلادنا، وقادوا نهضتها إلى مدارات علمية رحبة. وإلى آفاق واسعة.. فلم يزده هذا الموقع القيادي إلا تواضعاً وتفاعلاً وصدقاً وتعاملاً وإخلاصاً لهذا الوطن كياناً وإنساناً وتراباً، فكل من عرف الفقيد نجده يتحدث عن وفائه للآخرين وحرصه على مساعدتهم وقضاء حاجاتهم، ولم يلجأ إليه أحد أو قرع باب مكتبه إنساناً.. إلا شفع له.. والقصص كثيرة التي تروى عنه -يرحمه الله- في تفاعله الإنساني وحبه للخير ومبادراته الأخلاقية مع الآخرين ووقوفه مع مشكلاتهم بمروءته وشهامته التي جبل عليها. وعلى سمو تعامله ورقي إنسانيته وعمق تفاعله وتمسكه بكلمته الطيبة التي أدخلته قلوب كل من عرفه عن قرب، هكذا منحه منصبه الكبير وكرسيه الوثير الذي كان يقف على أرضية صلبة من القيم والمثل والشيم والمعايير الاجتماعية والأخلاقية.. مكانه سامقة في هذا الوجود وفي قلوب محبيه.. فرحل عن دنيانا الفانية.. تاركاً وراءه ذكرى عطرة وسمعة نيرة وسيرة حسنة.. ستظل محفورة في ذاكرة الوطن.. رحم الله الإنسان (عبدالرحمن الحمدان) وأسكنه فسيح جناته.. والعزاء موصول لأبناء وأشقاء وأسرة الفقيد تغمده الله بواسع رحمته.
K-aldous@hotmail.com