بريدة - عبدالرحمن التويجري
أقام نادي القصيم الأدبي في مقره الرئيس بمدينة بريدة مساء الاثنين الماضي ندوة شارك فيها الدكتور محروس القللي أستاذ النقد والأدب المقارن المساعد بكلية اللغة العربية بجامعة القصيم بورقة نقدية بعنوان (إضاءات معاصرة في دراسة السيرة الذاتية) وقام بنقدها الدكتور حسن طاحون أستاذ الأدب والنقد المشارك بكلية اللغة العربية بجامعة القصيم وأدارها الأستاذ عبد الحليم بن صالح البراك الذي بدأ الندوة بتقديم سيرة مختصرة للمحاضرين. ثم استهل الدكتور القللي ورقته بتقديم نبذة يسيرة عن السيرة الذاتية المعاصرة، حيث قال: إنها انتشرت بمفهومها المعاصر في الغرب أكثر منه في عالمنا العربي؛ وذلك لأن السيرة تعتمد على نوع من الكشف الذاتي، بحيث يلقي صاحبها الضوء على الشخصية والتجربة.
وأضاف أن السير تتنوع ما بين السيرة الروحية والعلمية والسياسية، حيث تتحقق فيها سمات السيرة الذاتية التي تقوم على المبنى الحكائي، والمتن الحكائي، بصورة أو بأخرى. وبيَّن الدكتور القللي أن ورقته تلقي الضوء وتطرح تساؤلات عن (الهوية) التي يعني بها الذات على المستوى الفردي والجماعي، وتتساءل أيضًا عن (أبعاد السير الذاتية) في النص الذي يتمتع بخصوصية تساعدُ في الكشف عن (فضائه)، بسبب أن المشروع السير ذاتي لأي كاتب يحتلُ مكانةً ظاهرة في كل أعماله بحيث تكشف عن التزامات فكرية وسياسية واجتماعية من ناحية، وعن رؤية واضحة تجاه العالم من الناحية الأخرى.
وتناول القللي ورقته وطبقها على عدة أعمال من السيرة الذاتية العربية، منها: (الأيام) لطه حسين، و(حياتي) لأحمد أمين، و(تربية سلامة موسى)، و(أنا) للعقاد.
وأكّد أن بحثه أسهم في علاج هذه النصوص في ضوء بعض المناهج من خلال حدود المصطلح والمنهج، ومستويات تحليل النصوص.
وأكّد في ختام ورقته أن الدراسة لم تقتصر في فهم النص العربي على ما ذهب إليه فيليب لوجون في مفهوم الميثاق، بل إن الميثاق لا يكفي في الكشف عن الوعي الذاتي في اعمال السيرة الذاتية العربية، حيث إن لوجون درس الفضاء السير-ذاتي في مستواه السردي فقط.
كما أكَّد على أنه اجتهد في إضافة رؤية جديدة، حيث استند في الدراسة على فضاء الأعمال الفكرية، إضافة إلى ما قدمه لوجون في فهم السيرة الذاتية استنادًا إلى النصوص السردية الأخرى لمؤلف السيرة.
بعد ذلك قام الدكتور حسن طاحون بتقديم رؤية نقدية على ورقة الدكتور القللي، حيث بيّن أن للسيرة الذاتية هدفين هما تخليد الشخصية وإثارة بعض العبر، ثم طرح تساؤلاً عن النصوص العربية التي طبق عليها منهج (فضاء السيرة الذاتية) للمؤرخ الفرنسي فيليب لوجون وخص منها نص (تربية سلامة موسى) هل تستحق التخليد؟، وهل فيها من العبر ما يفيد الأجيال اللاحقة؟، كما تساءل الدكتور طاحون في ضوء الرؤية النقدية التي تتعلق بقضية المتن الحكائي الخاص بالأنساق الزمنية الثلاثة (الصاعد والهابط والمتوتر) سائلاً: أي نسق من هذه الأنساق الزمنية أخذ به أصحاب السير المدروسة؟ ثم فتح المجال لمداخلات الحضور، حيث تداخل الدكتور محمد نجيب العمامي والدكتور السيد حسونة والدكتور علي عبيد وسعادة رئيس النادي الدكتور حمد السويلم.
هذا وقد حضر المحاضرة عدد من المهتمين والمتابعين يتقدمهم معالي مدير جامعة القصيم الأستاذ الدكتور خالد الحمودي.