|
الجزيرة - خالد العيادة
تفاجأ عدد من المواطنين برفض ملاك الصهاريج سحب مياه الصرف من منازلهم بحجة عدم وجود مكب للتفريغ، الأمر الذي قد يفرز مشكلة بيئية في بعض المناطق التي لم تدخلها خدمات الصرف الصحي، «الجزيرة» التقت بعض ملاك الصهاريج الذين يفوق عددهم 25مواطنا للوقوف على حقيقة الأمر، حيث قال أحد ملاك هذه الصهاريج ويدعى عبد العزيز المحمد: نحن نعاني من تجاهل الشركة الوطنية للمياه لمطالبنا بإيجاد مكب لهذه المياه، في الوقت الذي تم فيه إغلاق محطة النظيم والتضييق علينا في استخدام محطة منفوحة الواقعة بعد مخرج 22 على الدائري الجنوبي وتخضع في ملكيتها وإشرافها للشركة، ومحطة منفوحة تستقبل حوالي 400 صهريج يوميا ومعظم الأوقات يتم منعنا من التفريغ بحجة اختلاط مياه الصرف بالصابون، بل ويتم تغريمنا بآلاف الريالات في حين أن سعر التفريغ للصهريج 5 ريالات فقط، وقال: لقد تم تغريمي في أحد المرات بمبلغ 2000 ريال. موضحا: سحبت من أحد المساجد في حي خنشليلة وهي مياه غير مختلطة بالصابون، غير أن مشرفي المحطة أعادوها ورفضوا تفريغها لنفس الحجة وهي وجود الصابون، وطالب المحمد الشركة الوطنية للمياه بسرعة حل هذه الإشكالية لأنهم مرتبطون بعقود شهرية وسنوية مع مواطنين من أجل سحب بياراتهم، شارحا معاناته قائلا: عملنا شاق ومتعب ويكلفنا كثيرا من ناحية الصيانة اليومية وأجور السائقين، إضافة إلى كثرة المخالفات والزحام اليومي في الرياض، فاليوم الواحد يشهد فقط من 3 إلى 4 ردود، وتساءل المحمد: ماذا يحدث لو لم يتم سحب مياه الصرف من الأحياء؟
المواطن فصيل الهليل أحد مالكي الصهاريج يقول: محطة تنقية المجاري بمنفوحة تفرض علينا شروطا تعجيزية، منها عدم سحب مياه الصرف الصحي للمطاعم بحجة أنها مخلوطة بالزيوت، فهم يأخذون عينة من المياه وهو ما يعني إصدار مخالفة بحقنا دون الرجوع إلى المختبر لفحصها، مضيفا: الطريق إلى المحطة سيئ جدا وبه حفريات وغير مسفلت، وهو ما يؤدي إلى حدوث أضرار في المركبة وبالتالي مزيد من الأموال لإصلاحها، ففي إحدى المرات كسر دفرنس سيارتي وكلفني إصلاحه 7 آلاف ريال، ويقول : أعمل بهذه المهنة منذ 25 عاما وأمتلك 12 صهريجا ، في السابق كان التفريغ مجانا وحاليا ندفع خمسة ريالات عن كل رد غير أن الشركة حولتنا الآن إلى الصناعية الثانية، والتي كانت تعمل من الساعة 12 ليلا إلى الساعة 12 ظهرا، أما الآن فتعمل فقط لمدة ثلاث ساعات من الساعة 12 إلى الثالثة صباحا.
ويقول سعيد العلي: أمتلك 45 صهريجا للصرف الصناعي، وهي حاليا متوقفة منذ خمسة أشهر، بسبب عدم وجود مكانا للتفريغ، وفي المدينة الصناعية يوجد مكان لا يقبل سوى ما ينطبق عليه مواصفات الصرف الصحي المنزلي، وتساءل العلي : ماهو الحل للتخلص من الزيوت والشحوم ومخلفات مصانع البوية والجلود؟، نحن نعاني من الخسارة وكذلك أصحاب المصانع لأنهم لا يجدون متعهدا يتولى عملية سحب الصرف الصناعي من مصانعهم .
من جانبه يقول مدير وحدة أعمال مدينة الرياض المهندس نمر الشبل في رده على «الجزيرة» عبر خطاب: منع تفريغ الصهاريج بسبب اختلاط مياه الصرف بالصابون معلومة غير صحيحة، فالعينات التي تتعدى المعايير المنصوص عليها في لائحة حماية المرافق العامة، تؤدي إلى خلل في كفاءة المعالجة والعمليات التشغيلية الخاصة بها، أما بخصوص الطريق المؤدي إلى نقاط التفريغ فحاليا تجرى له عملية صيانة دورية ومتابعة مستمرة، وأضاف: لم يتم منع تفريغ الصهاريج المختلطة مياهها بالصابون - «الجزيرة» تمتلك صورة من مخالفة حررتها الشركة الوطنية للمياه لصهريج معللة السبب باختلاط مياه الصرف بالصابون - .
وفيما يخص شكوى أصحاب صهاريج الصرف الصناعي اتصلت « الجزيرة» بمسؤولي محطة التفريغ بالمدينة الصناعية الثانية بالرياض دون رد رغم المحاولات المتكررة .