لا أخفي سعادتي الكبيرة حينما أرى ومضات تجسد المعنى الحقيقي لاحترافية اتخاذ القرار داخل الوسط الرياضي وأصاب بالإحباط الشديد حينما تستمر (العاطفة) تقودنا إدارياً وإعلامياً وجماهيرياً لاتخاذ القرار..!!
صفقت عندما أطلقت إدارة نادي الهلال سراح مهاجم الفريق ياسر القحطاني لصالح العين الإماراتي بعد أن رأت أن رحيله مجد رغم أهميته الجماهيرية وتاريخه وصغر سنه، والحال ينطبق على إدارة نادي النصر التي لم ترضخ لشروط المهاجم سعد الحارثي، حيث تركته لقمة للهلال برغم جماهيريته لاعتبارات فنية بحتة يؤكدها واقع مستوى اللاعب خلال المواسم الثلاثة السابقة..!
كنت أتمنى أن تحذو الإدارة الاتحادية حذو الهلال والنصر وأن توافق على عرض الجيش القطري لمحمد نور الذي تشبع محليا ولم يعد هناك ما يقدمه سوى التآمر على إقصاء المدربين ووضع اللاعبين خاتما بإصبعه..!!
العاطفة.. والجبن الإداري هما من يسيران غالبية القرارات ولذلك نبتعد بمسافات كبيرة جدا عن قراءة واقعنا ونتغنى بالتاريخ حتى لو كان قبل عشرين عاماً بينما الآخرون يبنون بواقعية أساسات احترافية ستجعلنا نعاني كثيراً مستقبلاً إذا ما سارت الأمور كما هي الآن.!
العاطفة أنستنا ان نقف لقراءة واقع الدوري السعودي فنياً الذي تنقذه البهارات الجماهيرية والإعلامية فقط بينما داخل الملعب لا تجد سواء الفوضى والتمريرات الخاطئة والاحتجاجات وتضييع الوقت وادعاء الإصابات ومزاجية اللاعبين..!
العاطفة.. هي من تشطب لاعبي المنتخب أو توقفهم ثم تعيدهم مرة أخرى..!!
العاطفة.. هي من حطمت نجومنا وجعلتهم بعد نجومية مباراتين أو ثلاث يخرجون بتقليعات عجيبة وممارسات خاطئة، حيث لا حساب أو توجيه على الأقل..!!
العاطفة... أنستنا تطوير الملاعب من عشرات السنين نتغنى خلالها بدرة الملاعب..!! وأنستنا تقديم وجوه قيادية جديدة وأنستنا الاعتراف بواقعنا حتى أصبح الجميع أعداءنا عند أي قرار يكشف حقيقتنا..!!
العاطفة.. غيّبت الجودة فأصبح دورينا باهتاً مملاً نندمج مع تفاصيله الصغيرة وإثارته الخارجية أكثر بكثير من أدائه داخل البساط الأخضر..!!
.. أشعر أننا سنهوي للأسف كثيراً عندما يتم فرض الخصخصة علينا فرضاً دولياً فلا أساس حقيقي يمكن ان نبني عليه المرحلة المرتقبة وهو ما سيجعلنا نواجه مشاكل بالجملة والإشارة التقطناها من حكاية النصف مقعد وعلينا ان نفهم القادم..!!
العاطفة.. تجعلنا نترقب مرحلة مفصلة على مقاسنا لا مرحلة تلحقنا بالآخرين فرهاناتنا لازالت قائمة على الماضي الذي أصبح مملا بسبب تكرار احضاره في كل مناسبة..!
العاطفة... لاحقتنا لتزاحم دوري الناشئين والشباب ونتحارب بسببها رغم أن الهدف من هذا الدوري اكتشاف المواهب وصقلها لا المحاسبة أو الصراخ حتى على الحكام..!!
فنيا الكرة السعودية تهوي.. نعم تهوي.. أنا أشعر بذلك كثيرا وإن استمر الوضع كما هو الآن فلن تقوم لأنديتنا ومنتخباتنا قائمة لسبب بسيط.. الآخرون لم يعودوا كما كانوا..!!
ادرسوا الوضع جيدا وأوجدوا الحلول التي أساسها الابتعاد عن لغة العاطفة ولنتبنى لغة الأرقام والجهد المبذول والالتزام الجيد وعندها ستجدون دوريا ملتهبا فنيا لا مباريات تسد النفس لا تتزامن مع ملايين تصرف دون وجه حق..!!
قبل الطبع
نصف الأشياء الجميلة نقطفها من الثقة والنصف الآخر من الإرادة
msultan444@hotmail.comhttps:/twitter.com/ msultan444