|
الجزيرة – ماجد إبراهيم:
توقــع اقتصـاديون لـ«الجزيرة» أن انخفاض مستوى اليورو الى أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ شهر يناير الماضي سوف يساهم في تخفيض التضخم في المملكة، ويساعد على تخفيض قيمة أسعار الواردات الأوروبية إلى المملكة، وتوقعوا أيضا أنه في ظل هذا الانخفاض لليورو فإن ذلك من شأنه زيادة جاذبية الاستثمارات الخليجية في أوروبا، حيث ارتفع الدولار مقابل اليورو في تعاملات الأمس مسجلاً مستويات 1.2987؛ مجبرا اليورو على التخلي عن مستوى 1.30 بعد ارتفاع العائد على سندات الخزينة الإيطالية إلى مستوى مرتفع بلغ 6،74 وذلك عقب مزاد على سندات إيطالية لأجل خمس سنوات بقيمة ثلاثة مليارات يورو، ويأتي تراجع اليورو المستمر أمام الدولار بسبب التطورات السلبية في أزمة الديون السيادية الأوروبية، والتي لم يتم التوصل لحلول لها رغم الاجتماع الأخير يوم الجمعة الماضي والذي أعطى الموافقة لإجراء تعديل على اتفاقية المعاهدة الأوروبية فيما يخص السياسة المالية لدول الاتحاد الأوروبي.
الاقتصادي محمد العنقري يرى أن ارتفاع الدولار أمام اليورو له أهمية بما يخص تأثير هذا الارتفاع على التضخم المستورد في الاقتصاد السعودي، ويضيف خلال حديثه لـ»الجزيرة» إن هذا التراجع فيما لو استمر أو استقر دون هذه المستويات سيكون له تأثير على تكاليف المشاريع الحكومية وغيرها بانخفاض تكلفة المواد فيها، كما سيؤثر على إنفاق المستهلك إيجاباً؛ لأن الكثير من السلع تستورد من أوروبا كالمواد الغذائية وغيرها، وبالتالي، فإن الأثر سيظهر بعد أشهر من الآن فيما لو بقي الدولار باتجاهه الصاعد، وسيكون عاملاً مريحاً للسياسة النقدية والمالية بما لا يشكل ضغطا على التوسع في الإنفاق الحكومي.
من جهته، يرى مدير الأبحاث والمشورة بشركة البلاد للاستثمار تركي فدعق أن من أبرز الأسباب التي أدت إلى هذا الضغط على اليورو رفض المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رفع السقف المحدد لصندوق الإنقاذ الأوروبي والبالغ 500 مليار يورو، وعزّز هذا الضغط أيضاً رفض بريطانيا للمقترح الألماني الفرنسي لتعديل اتفاقية الاتحاد الأوروبي، وأكد فدعق على أنه في حال استمرار انخفاض اليورو فإنه سوف يساعد على تخفيض قيمة الواردات الأوروبية إلى المملكة، وبالتالي، يتعيّن على الجهات المعنية مراجعة أسعار الواردات من أوروبا بالنسبة للمستهلك النهائي، وأضاف فدعق: إنه في حال الاستمرار لانخفاض اليورو تحت هذا المستوى فإنه سيزيد من جاذبية الفرص الاستثمارية في السوق الأوروبية بالنسبة للمستثمر الخليجي بشكل عام في معظم الصناعات.