من مآثر القول «الحكمة ضالة المؤمن»...
في وقت كان الإنسان يبحث عن ضالته.., فتكون كلَّ أمر يُجمعُ عليه إيمانه..
ويتسابق المسلم نحو ما يزيد إيمانه.., ويقوِّي معتقده..,
وهناك تكون وقفته..,
ينيخ شعوره، ويُسلم خطام خطواته لمسالكها،..
اليوم، في عنفوان تداخل الرغبات، والغايات، ومطامع التسيد في الحياة: سيادة الجاه، وليكن العلم، والمال, والظهور، والتملك، والشهرة..
ما ضالة الإنسان..؟
هل تبقى الحكمة في كيف يستزيد، ويتسابق، لبلوغ أسنمة مراكب الحياة، وإن هزلت، أو عظمت، أو تلونت..؟ لأن ضالته تتمركز في كل ما يدور في ملكوت الفانيات..؟
الحكمة التي يستهدي بها المرء للإيمان، لا تقف عند الإيمان بالله وحده..
بل الاعتقاد في كل أمر يوصل لسلامة المأوى، ونتيجة الخاتمة..
ليس في شؤون الآخرة الباقية، بل قبلا في شؤون الفانية بغرورها..
لأنهما متلازمتان بدءا وخاتمة..
الدنيا للمؤمنين ليست ضالتهم،..
بل هي مدار حكمتهم..,
كيف يعيشونها في حدود ما لا يخرجهم منها،عن مسار وعيهم بما يمكن الاستزادة منه فيبقى..،
و بما لا يترك كله لأنه يفنى..