سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفَّقه الله

السلام عليكم

إشارة إلى خبر الجزيرة المنشور على صفحتها الأخيرة يوم الأحد 16 محرم 1433هـ بعنوان (مقتل عامل آسيوي على يد سعوديين). وهذا غيض من فيض من الأخبار التي تُنشر على وسائل الإعلام عن جرائم اقترفها سعوديون، وهذه في الأصل تغطية إعلامية طيِّبة، لكن الملاحظ مع الأسف هو بيان التشهير بجنسية المجرم إذا كان سعودياً، أما إذا كان غير سعودي فيكتفون بقولهم (مجرم أو قاتل أو سارق من بلد عربي) أو بلد إفريقي أو آسيوي.

أحرام على بلابله الدّوح

حلال للطير من كل جنس؟!

لماذا يُستر على غيرنا، ويفضح أبناؤنا، وتشوّه سمعتنا؟ لماذا تُنشر أسماء وجنسيات أبنائنا إذا وقع منهم مخالفات أو جرائم خارج الوطن، أما نحن فنكتفي بقولنا (وافد عربي، وافد آسيوي، أو وافد إفريقي؟ وإن كان لا بد من الازدواجية في تناول هذه الأحداث، فلماذا لا يكون لنا لا علينا؟ أيها الفضلاء: إن سمعة بلدنا غالية، ومقامها رفيع، فلا تألّبوا العالم على أبنائنا وبلادنا، فافضحوا جميع المجرمين ليرتدعوا، وليرعووا، لأن العقاب بالتشهير من أعظم وسائل الردع لكبح الجرائم على مستوى الأسر والأفراد والدول، فالتشهير عقوبة شرعية وقانونية في أكثر دول العالم، قال تعالى في حد الزنى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} إن التشهير بأسماء الدول التي ينتمي لها المجرمون يحسب له ألف حساب، فمتى نستغل هذا السلاح الحيوي الفعَّال؟

د. علي بن محمد الحماد

محافظة رياض الخبراء