إلى وقت قريب، كانت ميول الإعلاميين الرياضيين بمثابة الخطوط الحمراء التي لا يمكن مساسها ولا مناقشتها ولا الاقتراب منها،كانت هناك آراء ومناقشات وكتابات قد تكشف ميول الإعلامي، لكنه لم يكن ليجرؤ على الإفصاح عن تلك الميول صراحة، أو التأكيد عليها، كانت ميول الإعلامي مجرد تخمينات يطلقها بعضهم، أو تأكيدات من مقربين منه فقط، لذا فقد كانت آراء الإعلاميين مقنعة، وانتقاداتهم الصريحة موجعة، وحياديتهم في طرح القضايا الرياضية العامة لا تقبل الجدل، لكن السنوات كرت، والأيام مرت، فسقطت ورقة التوت، وانكشف المستور، وبات الإعلامي يظهر في وسائل الإعلام متحدثا باسم ناديه، منافحا عنه، مهاجما الآخرين بسببه، مقللاً من آراء من يخالفه الميول، ومحاولا التحجير عليها، بل إن ثمة إعلاميين ممن يشتركون في الميول أصبحوا يجتمعون عيانا بيانا لمناقشة أوضاع ناديهم، ووضع الترتيبات الإعلامية المناسبة لطرح قضايا ومناقشة همومه، لذا لا غرابة مثلا أن تكون آراؤهم موجهة، وهدفهم واحدا، بل قد يأتي اليوم الذي يوزع فيه مثل أولئك الأدوار المخصصة لكل منهم، تماما كما يوزع المخرج الأدوار على أبطال الفيلم!! إن لم يكن هذا قد حدث فعلا في أيامنا هذه.
إن ما يحدث الآن - خاصة على صعيد الإعلام المرئي - يوجب تدخلا واضحا من الجهات المختصة، على الأقل من أجل احترام المشاهد، ومن أجل تأكيد استقلالية القناة وحياديتها. إن من غير المعقول أن يظهر إعلامي ليهاجم النادي الفلاني في قضية ما أو يتهمه بالحصول على مساعدات ما بلا أدلة ولا مستندات لمجرد انه لا يشجع هذا النادي ولا يروق له، ومن غير المعقول أن يظهر من يلوي الحقائق ويكذب وتتاح له الفرصة حتى يصدق نفسه، لمجرد أن يقال: قال فلان، ومن غير المعقول أيضا أن يتصدى إعلامي آخر للأول فيهاجمه ويقلل من شأنه ويمارس دور المحاماة عن النادي، فيتحول البرنامج إلى سدح وردح، وضرب من تحت الحزام، واستعراض لمعلومات قديمة تضر ولا تنفع، وتسهم في التراجع بدلاً من تحقيق هدف الإعلام الحقيقي وهو المساهمة في دفع الأمم للأمام، ولو نظرنا للأمر بمقياس الواقع لوجدنا أن كبار الإعلاميين الرياضيين، ممن علمتهم الأيام، وعصرتهم التجارب، لا يمكن أن يقبلوا على أنفسهم مثل هذا الظهور، بل هم ينقدونه ويستغربونه، بيد أن المشكلة تكمن في من عجزوا أن يكونوا بأقلامهم شيئا مذكورا، فتحولوا إلى القنوات المتخصصة، يجادلون هذا ويناكفون ذاك، ويغالطون الواقع، ويظهرون بمظهر المصلحين، وهم عن ذلك أبعد.
إننا عندما نناقش أسباب تراجع الكرة السعودية مثلا، ونبحث عن الحلول يجب أن نضع الإعلام، ومن ابتلوا الإعلام في مقدمة الأسباب، فهم يقدمون الهامش على المتن، ويضربون المصلحة العامة بعرض الحائط، ويغلبون الهوى على الواقع، وينصرون الميول على الحقيقة، وهو ما لم يكن يحدث في سنوات خلت، كان الإعلام الرياضي فيها، وحسب تأكيدات القيادة الرياضية- أحد أهم شركاء صناعة الإنجازات والنجاحات التي حققتها رياضتنا.
إن متطلبات المرحلة الحالية تفرض علينا أن نعيد مراجعة واقعنا الإعلامي الرياضي، وأن نعيد صياغته بالشكل الذي يعيد له هيبته وتأثيره وحضوره، وأن يعرف كل إعلامي الدور المناط به جيداً.. هل هو إعلامي نزيه محايد هدفه المصلحة العامة، أم مجرد مشجع يرفرف (بقلمه) ويهتف بلسانه، ويدافع عن ناديه، وينصب نفسه متحدثاً (غير رسمي له)، وهنا لا أعتقد انه بحاجة لإعلان ذلك صراحة، لأن الجميع في البرواز، والكل يشاهد الصورة.
مراحل.. مراحل
** لم يكن يفصل مساء الرياضة عن انطلاق الدورة العربية سوى ساعات، لكن المساء قضى جلّ وقته في الحديث عن هدف الهلال، ومتى سجل هدف الهلال، ولم يبق إلا أن يقولوا لماذا يفوز الهلال.. فلماذا يحدث هذا وكيف يحدث هذا خاصة في ظل وجود أحد مسؤولي القناة على رأس البرنامج؟
** دائما يتساءلون لماذا يخسر بعضهم (وبالذات المفضل) ولا يقولون لماذا يفوز بعضهم الآخر... إنها المعادلة المقلوبة!!
** ميزة البرامج المباشرة إنها تقدم الضيف بلا رتوش، وتظهره على طبيعته، وتكشف كيف يفكر وكيف يحاور، وهو الأمر الذي لا يحدث في مقالاته الصحفية التي قد يتولى غيره تلميعها ومراجعتها قبل النشر!!
** القرار السليم... سيكون في عودة وليهامسون لإكمال عقده مع الزعيم.
** استقال سلمان القريني، واستقال عامر السلهام، فهل يعود العالمي - كما يسميه أنصاره - بعد أن كانت معظم الاتهامات تتوجه صوب الرجلين، وبأنهما من أسباب تراجع مستوى الأصفر.
** يقولون فريقنا بلا إعلام.. والواقع انه بإعلام لا يتحرج من رفع الأعلام (بفتح الهمزة).. لكنه ضره غلب نفعه والشواهد ظاهرة.
** كيف تريدون منهم أن يتقدموا للأمام، وهم يتوقفون لأيام.. عند خمس ثوان؟
** كان حديث المدرب وصراحته (مزعجان) حد الألم.
** من سوء حظ (المايك) أن من قام بركلة لم يكن لاعبا هلالياً، وإلا لأشبع موضوعه طرحاً ونقداً، ولأصبح أشهر مايك في العالم.. بل إن شهرته ستتخطى شهرة الثواني الخمس التي سهر القوم جراها واختصموا!!
** هل من المعقول ان نسلم المدرب فريقا ثم نقول له لا تلعب بهولاء لأنهم عديمو الفائدة؟ وما الفائدة من التعاقد معه؟ وهل مثل هذه التصرفات تعبر عن الإدارة الرياضية الحقيقية.
sa656as@gmail.com