|
يختار المنتجون دومًا موسم الخريف لعرض أفلام الدراما التي تتميز في العادة بجمالية السيناريو وقوة الإخراج الفني مع طاقم تمثيلي متميز، موسم الخريف وبداية موسم الشتاء هو المفضل للعائلات سواء في الولايات المتحدة أو خارجها، لأن هناك لجوءًا لصالات السينما من أجل تفادي شدة البرد القارص بدلاً من قضاء الوقت في الشوارع الباردة خصوصًا أثناء الليل.
موسم الجوائز في العادة يكون في الشتاء، ولأجل ذلك تحرص غالبية الاستوديوهات الكبرى على تأجيل موعد طرح أفلامها المتميزة إلا في الشهور الأخيرة من كل عام ميلادي، فيما تطرح الشركات أفلامها التجارية في موسم الصيف الذي يعدُّ منجمًا للذهب بالنسبة للعديد من ملاك الاستوديوهات والمنتجين.
أفلام الخريف لا تحقق بالعادة دخلاً عاليًا مقارنة بأفلام الصيف ولكنها تجعل فرصة الصعود لمنصات التتويج كبيرة بالنسبة للمنتجين والمخرجين أو الممثلين المشاركين فيها.
جذب الجمهور لأفلام الخريف المتميز من قبل شركات الإنتاج والإعلام يتشابه لحد كبير للحملة الإعلانية التسويقية التي تقوم بها العديد من المؤسسات الإعلامية في أمريكا قبل يوم (الجمعة السوداء) الذي يعقب عيد الشكر، هذا اليوم بالنسبة للأمريكيين يعدُّ هو اليوم المثالي خلال العام للتسوق لأن هناك العديد من العروض الترويجية والتخفيضات الهائلة التي تقوم بها العديد من المحلات والأسواق داخل الولايات المتحدة، لذلك نجد هذه الأيام العديد من البرامج التلفزيونية تحاول جاهدة التسويق وجذب الناس لمشاهدة الأفلام في دور السينما لدفع نسبة المشاهدة عاليًا وتحقيق الأرباح والأهم زيادة فرصة الأفلام في تحقيق إنجازات خلال موسم الجوائز، لأن الأفلام الدرامية التي تنجح على مستوى شباك التذاكر تكون في العادة فرصها أعلى بكثير من الأفلام التي لا تحقق عائدًا جيدًا.
ومن خلال الأرباح والتسويق الإعلامي وتدوين النقاد في الإنترنت نجد هناك حربًا في الحملات المختلفة التي تكون بين الاستوديوهات، فهناك العديد من الجهات الإعلامية والنقاد والصحافيين يدعمون دائمًا أسماء معينة من صناع الأفلام كما يحدث على سبيل المثال مع أعمال كلينت ايستود أو ستيفن سبيلبرغ.
الصراع بين الإعلام والنقاد في الحملات الانتخابية لا ينتج عنه أحيانًا انعكاس إيجابي تجاه الفيلم من الجمهور، كما حدث مع فيلم «حلم فتيات» الذي صاحبته آلة إعلامية وحملة تسويقية ضخمة عبر العديد من مواقع الإنترنت وصالات السينما وبرامج التلفزيون ومع ذلك واجه الفيلم سقوطًا على مستوى الرضا الجماهيري، ولم يجد الرضا الكامل من النقاد، وهذا يجعلنا أمام حقيقة أن جمالية الفيلم من الناحية الفنية والفكرية والأسلوبية هي الضمان الأساسي لنجاحه على مستوى الجمهور أو في موسم الجوائز. ويجب على بعض النافذين في شركات هوليود الكبرى التوقف عن الحملات التسويقية التي تُصاحب أفلام الخريف، لأنهم هنا لا يتعاملون مع مراهقين يذهبون لصالات السينما من أجل أن ليس لديهم مدرسة في الغد، أفلام الخريف يعشقها من يستمتع ويذوق الفن، وهؤلاء لا يمكن التأثير عليهم من خلال تسويق رخيص لا يمكن أن يؤثر في عشاق الأفلام الحقيقيين الذين يختلفون تمامًا عمن يذهب للسينما من أجل مشاهدة «جيستن بيبر» أو أبطال سلسلة (تو ليت) الذين ستختفي موهبتهم قريبًا إن استمروا في تقديم أعمال خالية من الإبداع والجمال، إلا أن تأتيهم صحوة كما سبقت سلفهم الممثل لينارديو ديكابريو.