|
ربيع الولايات المتحدة أو الحركة التي أطلقت على نفسها «احتلوا وول ستريت» التي شملت العديد من المدن الهامة في الولايات المتحدة، بدأت من خلال انفتاح إعلامي يحكمه مؤسسات مدنية مستقلة ليس لأحد الحق بالتدخل بما تقدمه من مضمون حتى لو كان بلغة التهييج.
برنامج مثل Democracy Now يستطيع أن يحرك جيشاً من المتظاهرين بحلقة واحدة لا تكلف سوى بضعة آلاف من الدولارات بينما ترصد مئات الملايين من الدولارات للقنوات الكبرى لإجهاض تلك المظاهرات من قبل قنوات يغلب عليها الطابع المحافظ الوطني مثل (فوكس) و(سي إن إن) وغيرها ولكن بلا جدوى.
الورطة التي يعيشها ملاك القرار من السياسيين ومن يملك السلطات الثلاث في المدن الكبرى هي كيفية التعامل مع المتظاهرين بشكل ينهي الأمة بأقل خسائر بشرية، خصوصاً أن الولايات المتحدة كانت تقف بشدة مع العديد من الحركات المدنية التي كانت تطالب بحرية التعبير التي اندلعت في طهران أولاً قبل أن تنتقل للعديد من الدول العربية بعد ذلك.
حاكم كاليفورينا أمر المتظاهرين بإخلاء إحدى الساحات في لوس أنجلوس بحجة أن الحديقة يجب أن تغلق للصيانة، بينما تقوم الشرطة في نيويورك بتطبيق قانون قديم عمره 200 سنة من أجل اعتقال ما يقارب 700 شخص متظاهر في مانهاتن، فيما يحاول المسئولون في أوكلاند إيجاد حل لإغلاق المتظاهرين للطريق المؤدي إلى ميناء أوكلاند الإستراتيجي الهام.
حركة (احتلوا وول ستريت) نشأت بسبب سلسلة من الأفلام القصيرة ومقاطع اليوتيوب والأعمال الوثائقية التي كانت تقدم حقائق وأدلة بتورط العديد من الشركات الكبرى بالأزمة الاقتصادية الحالية التي تمر بها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أن العديد من الأفلام رصدت النهج الشيطاني التي تستخدمه بعض الشركات لمضاعفة الأرباح كما قدمها الفيلم الوثائقي المثير للجدل (What Would Jesus Buy) الذي رصد مدى هوس المجتمع الأمريكي للشراء وكيف تضاعف الشركات معدلات الشراء لدى المستهلك الأمريكي بالتالي تضاعف أرباحها.
هذا الفيلم من أصل مئات الأفلام التسجيلية والعديد من مقاطع اليوتيوب الذي تم إنتاجها لهدف واحد وهو محاولة لجعل المواطن الأمريكي يعرف ما يدور حوله بدلاً من البحث عن أخبار المغني جيستن بيبر أو مشاهدة البيسبول أو الذهاب إلى ماكدونالدز لتناول الغداء.