لا يكتمل الحديث عن منطقة جازان إلا بذكر واديين كبيرين مقام على كل منهما سد عملاق وهما واديا جازان وبيش. من المعلوم أن المنطقة وبخاصة مرتفعاتها الشرقية لها موسما أمطار شتوية وصيفية.
ففي الأسبوع الماضي شهدت المنطقة أمطارا شملت أغلب محافظاتها وتراوحت تلكم الأمطار، وفقا لبيانات الدفاع المدني، ما بين الغزيرة والمتوسطة. وفي حالة شمولية الأمطار وتبعا لكمياتها فإن العديد من أودية المنطقة وشعابها تسيل مثل أودية: شهدان وحلب وجازان والفطيحة وبيش، وشملت بلدات ومدنا مثل: جازان وصامطة والداير وأحد المسارحة وأبو عريش وصبيا.
وحيث إن المنطقة تحتوي على أودية وشعاب بعضها يجري أثناء سقوط الأمطار وهي بذلك تشكل خطورة على من يسلكها دون مراعاة لأصول السلامة التي تؤكد عليها إدارة الدفاع المدني مثلها مثل المناطق الأخرى من المملكة ذات الطبيعة المشابهة لطبوغرافية منطقة جازان.
ونتج عن الأمطار في الفترة المتأخرة ارتفاع منسوب المياه خلف سد بيش مما يتوجب فتح بواباته لخفض منسوب المياه خلفه، التي تصل إلى حوالي??? مليون متر مكعب. وينتج عن فتح بوابات السد ري المناطق الزراعية في القرى المجاورة. ويسبق فتح البوابات إطلاق صفارات لتحذير المواطنين وذلك بالابتعاد عن المجرى الرئيسي للسد ومجاري الأودية. وسد وادي بيش يوفر كميات عظيمة من مياه الأمطار التي كانت تجري عبر الأودية وتشكل مخاطر على قاطني الوادي وسالكي الطريق الدولي.
والسد الكبير الآخر هو سد وادي جازان الذي يحجز كميات عظيمة من مياه الأمطار طوال العام في بطن حوض الوادي ويبلغ طول قنوات الري?? كيلو مترا وتبلغ السعة التخزينية للسد?? مليون مترا مكعبا من المياه. وللسد أربع بوابات تنقية، وأخرى تحت الإنشاء لتغطي محافظة العارضة بكاملها، كما أنه سيتم إنشاء قنوات ري جديدة، إضافة إلى إنشاء منتجع للسد سيكون الأكبر على مستوى المنطقة.
وهذا التنوع في الجوانب الطبيعية والبيئية للمنطقة يتيح مجالا للباحثين الجغرافيين لأن يقوموا بدراسات تطبيقية في جيومرفولوجية منطقة جازان وفي هيدرولوجيتها وتربتها وفي تشكيلاتها الطبوغرافية، من مرتفعات ومنخفضات وسهول ووديان وخط ساحلي وجزر، ولا يقل عن ذلك البحث في مجال الجوانب الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية لسكانها. والأمل معقود على جامعة جازان باعتبارها مركزا علميا متميزا على مستوى المنطقة الذي يؤمل أن ينطلق الباحثون من خلالها لإجراء بحوثهم ودراساتهم التطبيقية لتغطي الجانبين الطبيعي والبشري لهذه المنطقة الواعدة. وإلى لقاء قادم بإذن الله تعالى.
alshaikhaziz@gmail.com