أنْ تنطق البراءة بكل نقاء سريرتها، فهذا تجسيد للصدق، ولهذا فإنَّ وسام الأبوة العربية الذي قدمه الأطفال العرب لخادم الحرمين الشريفين، تكريماً وتقديراً له على جهوده الإنسانية والخيرية، يُعَدُّ أصدق وأنبل وسام يُقَدَّم لرجل يضع في مقدمة اهتماماته الطفل في أي مكان ومن أي جنسية. فهو الإنسان الذي تابع مآسي الأطفال وتعهَّد بوضع حَدٍّ لمشكلة الأطفال السياميين، فلم تقتصر معالجتهم على الأطفال السعوديين والعرب والمسلمين، بل شملت أطفالاً توزعوا على مختلف بقاع العالم.
ملكٌ تجاوزت إنسانيته النطاق الجغرافي والانتماء العرقي والديني وامتدت لتشمل كلَّ إنسان، وبالذات الأطفال الذين يعيشون على هذه الأرض، فأصبحت المملكة العربية السعودية في عهده مقصداً لكل أصحاب الحاجات، وسنداً لكل من يحتاج المساعدة، وعُدَّت نموذجاً للوطن الذي يضع في مقدمة اهتماماته رفع مستوى الإنسان متجاوزة الحدود القطرية، لتصبح المملكة رائدة في مسار تطوير العمل العربي المشترك وجهود الارتقاء بالإنسان العربي وترسيخ القيم العربية الإسلامية الأصيلة لديه. وقد اضطلعت المملكة بتوجيه ومشاركة فعالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بدور متميز في استنهاض روح التضامن بين أعضاء الأسرة العربية أساساً للنهوض بالأمة والإنسان وتقدم المجتمعات العربية، من خلال تعزيز ودعم خطط التنمية الشاملة في مجالات الأسرة والتربية والتعليم والثقافة والإعلام التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى المعيشة والرفاهية لدى المواطن السعودي والعربي.
أما دور خادم الحرمين الشريفين وإسهامات المملكة في الاهتمام بالطفل أينما كان، فقد تَمَثَّلَ في قيام خادم الحرمين الشريفين بتخصيص مليار دولار لمكافحة الأمية في العالم، وتوفير فرص التعليم الابتدائي الإلزامي للأطفال كافة بحلول عام 2015، وتخصيص نصف مليار دولار على شكل قروض إنمائية لمشاريع التعليم في الدول النامية والأقل نمواً، وكذلك تخصيصه نصف مليار دولار لبرنامج الغذاء العالمي، وإعفاء دول العالم الفقيرة من تسديد 6 مليارات دولار من ديونها المستحقة للمملكة حتى قبل انطلاق المبادرة الدولية في هذا الشأن.
الدور المميز والإنسانية المفرطة والاهتمام الدائم بأطفال العالم أجمع، والعمل المتنامي والمتواصل لخادم الحرمين الشريفين في خدمة الإنسانية ومكافحة الفقر ودعم التعليم في دول العالم النامي كافة، وتلبية احتياجات الإنسان انطلاقاً من الاهتمام بالمواطن السعودي، ومنح المرأة السعودية الفرصة للمشاركة في صناعة القرارات المهمة إنفاذاً لإرادة العدل والمساواة بين أفراد المجتمع كافة.. من أجل كل هذا، وتعبيراً عن التقدير والحبِّ الذي يكنه أطفال العرب الذين يستشعرون بأنَّ عبدالله بن عبدالعزيز هو أبٌ لكل واحد منهم، جاء منح أطفال العرب لوالدهم عبدالله بن عبدالعزيز جائزة الأبوة العربية، في تعبير رائع يُجَسِّدُ النقاء والبراءة والصدق الذي يسكن فؤادَ وقلبَ كلِّ طفل عربي لأبٍ يعيش هاجس الحبِّ والمسؤولية الأبوية لأطفاله العرب.