يعتبر التغيير الإداري أساساً من أُسس الإدارة الناجحة، فالإدارة تحتاج بين الحين والآخر إلى عملية تغيير وتجديد وتطوير، سواء كانت إدارة حكومية أو إدارة خاصة، من خلال إستراتيجية ضخ الدماء الشابة في العمل الإداري التي تنشد التغيير وقادرة على التطوير، ولذلك فإنّ الدول المتقدمة تبنى وتزدهر على سواعد شبابها وطاقاتها الواعدة التي ترفع البلاد وتنشر التطوُّر والتجديد والتقدم والرُّقي.
ومن الأمثلة على ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، فهم يقدِّسون فكرة التغيير ويرفضون الثبات في المنصب الإداري، فعندما يأتي مدير أو قائد إلى شركة، فإنه لا يُبقي على أفراد هذه الشركة بل يجري تغييرات جوهرية في إدارته رغبة منه في ضخ دماء جديدة لإعطاء دفعة للعمل السياسي والاقتصادي، وتحقيق أعلى درجة من الانسجام الفكري وحتى النفسي داخل إدارته.
فالعمل الإداري عمل ديناميكي سريع وفعّال، لكن عندما يغيب الشباب الواعد عن العمل الإداري، ينتج عن ذلك آثار سلبية من حيث عدم الإنتاجية والتقدم الإداري؛ وأيضاً جعل العمل الإداري تقليدياً مملاً إلى حد الرتابة، ولذلك يرى علماء الإدارة أنّ المديرين التنفيذيين يجب ألاّ يستمروا لأكثر من ثماني سنوات في المنصب الإداري، لأنّ ما نراه من التجاوزات للمديرين لهذه السنين ينتج عنه الضعف الإداري وهذا كله عائق أساسي لعلم الإدارة، وهو ما يُعرف (بالكهولة الإدارية) ويعرِّفها علماء النفس أنها تقع ما بين 45 - 65 سنة من عمر الإنسان.
إنّ برامج الابتعاث بدأت تقذف لنا الكثير من الخريجين من الخارج، بالإضافة إلى المتخرجين من الداخل، تجعلنا نفكر جلياً وبجدية بإنهاء هذه (الكهولة) الإدارة أو الشيخوخة الإدارية، وإعطاء الشباب أصحاب الهمم العالية والقدرات والخبرات الكبيرة فرصتهم في العمل الإداري فهم يمثلون الشريحة الأكبر في مجتمعنا، حيث يمثلون 70% من شريحة المجتمع.
وأخيراً عندما يرتبط العمل الإداري ارتباطاً وثيقاً بالتغيُّر والتجديد سيصبح عملاً ممتعاً وناجحاً.
ومضة:
«شباب اليوم هم من سيصنعون الفارق وهم مستقبل البلد».