جدي شامي.. كرس حياته للعبادة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ووسع فؤاده محبة الناس.. عينه لمراقبة الفجر.. وأذنه لسماع صوت الحق.. وبصره لرؤية الغروب.. وقدمه تحمله للذهاب إلى المسجد.. (وكثرة الخطى للمساجد).. جدي شامي.. من الخير قريب.. ومن الشر بعيد.. يحبه جيرانه.. ويأنس به عارفوه.. له في الفضل قدم.. وعرف في البر والإحسان بحضور.. يقرأ القرآن آناء الليل وأطراف النهار.. ويذكر الله قاعدا وماشيا راكبا ومنتظراً.. جدي شامي.. شيعته الأرواح وعانقته الأفئدة وشهد له الناس بالخير والإيمان: (الناس شهود الله في أرضه).. هو امتداد لآبائه الصالحين الذين عاشوا في كنف القرآن.. وعرفوا بين الأقران بأنهم ذوو الأذهان لأنهم حملوا القرآن فلبسوا - بإذن الله - التيجان.. جدي شامي.. اختار الله له يوم الجمعة لأنه من أهل ذلك اليوم العظيم إن شاء الله.. مات وهو راض عن أبي وأعمامي، وأبي وأعمامي تفطرت أفئدتهم حزنا عليه.. عاش في سمو الأخلاق.. ومات على معالي الأمور.. يصلي بالناس.. ويؤمهم بالخير.. ويذكرّهم بالله.. وما عرف إلا صادقاً طيبا زكيا.. وبوفاته خسرنا جميعا رجلاً فيه صفات الخير وعليه أمارات البشر.. إنا لوفاتك يا جدي شامي لمحزونون وسلوانا أنك -بإذن الله- من أهل الجنة المستبشرين.. الذين هم في النعيم خالدون.. ولا عليهم خوف ولا هم يحزنون.. {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}.. سنكمل مسيرتك.. ونرفع رأسك.. ونديم ذكرك.. ونصل رحمك.
اللهم يا من قلت في محكم كتابك {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ندعوك بأن تغفر له.. وترحمه.. وتسكنه فسيح جناتك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
