وسداح هذا ولكي لا يشطح بكم التفكير بعيداً فهو من بُغاث الطير لا محالة بل إنه وأجزم على ذلك أنه من سلالة الغربان والحداءات والجلم، وفوق ذلك يعاني من إنفلونزا الطيور بل كل أمراض الكائنات معاً. فلا منسر معقوف ولا مخالب في الكفوف وأغلب ريشه منتوف وهو يشبه صاحبه الذي حمله على يده ليوهم أصدقاءه أنه (صقر حرّ), وكان أن خرج مع الأصدقاء لاصطياد (الضبان) وكان لديهم (شوازن وخرازات) يوجهونها للضب المسكين ويردونه قتيلاً بلا سبب لأنه مجرد ضب مسكين لا أكثر. وكان صاحب سداح يصرخ بأصحابه حينما أمعنوا في القتل: (يا جماعة أعطوا فرصة لسداح) أي لطائره المبجل ولكن (الربع) لم يعيروا أي اهتمام لنداء صاحبهم ولم يعطوا فرصة لسداح حتى انتهاء الرحلة الميمونة أو المجنونة لا فرق.
* * *
حقاً لقد نسيت ذلك المشهد الفنطازي الذي جاء في إحدى حلقات طاش ما طاش قبل عدة أعوام. ولكنني استعدت ذلك المشهد حينما رأيت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يعلن أنه سوف يرسل وفداً عراقياً إلى نظيره الرئيس السوري بشار الأسد وذلك لفتح حوار بين المعارضة والحكومة للوصول إلى (نتيجة مرضية للجانبين). ومن هنا فإنني أتوسل جميع وزراء الخارجية العرب، وجميع ممثلي الاتحاد الأوروبي بعدما فشلوا فشلاً ذريعاً في إحراز ولو (ربع نتيجة) مع الرئيس السوري لإنهاء الأزمة، أقول أتوسل إليهم أن يعطوا (سداح) عفواً الرئيس العراقي نوري المالكي فرصة لحل المأزق السوري وأنا أضمن للجميع أنه سيحصل على نتيجة ليست مرضية فحسب بل إنها ستجعل الأمة العربية ترقص من الطرب (لا الألم)!.
أما سبب تفاؤلي بالنتيجة إياها والتي سيحرزها سداح إذا ما أعطوه فرصة، فيرجع إلى أن سداح اليوم غير سداح الأمس، فقد أصبح له ريش ومنقار حديدي ومخالب فولاذية لأن (مالكه) اليوم يختلف كلياً عن كل (مالكي) الطيور بما في ذلك (مالكه) بالأمس. فمالكه اليوم قد (قرنسه) جيداً وصار (يشلع) (الوكر) إذا (ما دعاه). فكيف إذا ما (هدّه) لأي اتجاه يراه وما بالك إذا كان الاتجاه الذي يراه يحبه هو أي سداح، ويحبه مالكه، أيضاً. فاعطوا لسداح الفرصة يرحمكم الله.