ناشد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية، والعلوم، والثقافة «الإيسسكو» الدكتور عثمان التويجري الدول الأعضاء بضرورة تبني إستراتيجية ثقافية إسلامية وافية بالاستجابة لطموحات الشعوب الإسلامية، وذلك بدعم سبل التعاون، ورفع مستواه بحيث ترقى هذه الخطط إلى مواجهة الآثار السالبة للعولمة الثقافية،... وذلك في افتتاح أعمال المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة، والإعلام..الذي تمحورت أهدافه تحت شعار (من أجل نتائج السنة الدولية للتقارب بين الثقافات، وتفعيل دور الشباب في بناء ثقافة السلم والحوار).. مطالبا تشجيع مبادرات الثقافة الجادة في خدمة الأصيل, في ثقافة الأمة الإسلامية، والاستفادة من تجارب جميع الثقافات الإنسانية على اختلافها..
في الوقت الذي تخطط، وتؤسس، وتنفذ الكثيرُ من المؤسسات الإعلامية، والثقافية، ومنها القنوات الفضائية بوصفها مصادر ثقافية، لنقض مثل هذه المناشدة.., والدليل ما تقدمه غالبية تلك الفضائيات الممهورة بالهوية الإسلامية والعربية، من برامج تستقطب هؤلاء الشباب ببرامجها، وأفلامها، وطربها، للتأقلم، وللتغيير، وللتنافس على سبيل المثل في الغناء, لتجنيد أغلبهم للطرب، وإغراء الشرائح المختلفة منهم في الأعمار الغضة من جميع الدول العربية المسلمة، ورصد ميزانية ضخمة لذلك، كما هو حاصل في آخر ما تمخضت به خطط هذه الفضائيات برنامجاً وُسم (بعرب آيدل)، والموجع في الأمر أن من يصطحب هؤلاء الشباب، وتحديداً الشابات إليه، للترشيح وخوض غمار المنافسة, هن أمهاتهن, وهن يرتدين الزي الإسلامي، فإن حصلت ابنتها على قبول انخراطها في التجربة، والانتقال لبلد التدريب, يكون تعبيرها عن الفرحة البكاء، وضم الابنة للصدر مباركة لفوزها بالقبول من قبل لجان من المغنين من الجنسين، يحيلون الجلسة لنوع من الفكاهة, والضحك، والسخرية ممن يدَّعون الموهبة في الغناء,.. ولا من يقول: قفوا هنا، إنها المهزلة ولا ريب..
ولا نحسب أن هناك من تصدى لأمور أجدى، واستقطب لها الشباب إلا النزر القليل..
مئات من جيل الشباب الغض، يخضعون للتجربة بكل ما فيها من استهتار بكثير مما تطمح له مناشدة الدكتور مدير عام المنظمة، ومطالبته،...
ناهيك، عن كل ما تتضمنه في برامجها من الغث، المفسد، عشرات، ومئات من الفضائيات الموجهة تحديداً لأبناء المسلمين، في دول عربية إسلامية، عرف عنها تطبيقها لنهج الإسلام في حياتها العامة..
إن هناك خططاً كثيرة, وإستراتيجيات عامة، في أقنية الإعلام، والثقافة، تؤسس لنقض هذا الطموح الذي لمع كبرق في كلمة د. عثمان,.. ربما ينبغي أن يلتفت للتأكد من سرابيّته المجتمعون في هذه المنظمة، في واقع الإعلام الثقافي للمسلمين.
وإن العولمة قد استطاعت إلى جانب تأثيراتها الجيدة، والمفيدة، في كثير من المناحي، أن تؤثر بكل قضها وقضيضها سلبا في كثير آخر.., ليس فقط عن هذه الأقنية بل، أيضا عن طريق واردات التجارة، والتعليم، بما أوغر جرحا في هذا الطموح.