أصيب الحاضرون والمشاركون في المحاضرة التــــي احتضنتها الجامعة الإسلامية في طيبة وألقاها أمير مكة خالد الفيصل، بعدوى الكلمات الساحرة، حيث فاجأنا المتداخلون سواء من طلاب الجامعة أو المدعوون بمداخلات جميلة العبارات عميقة الدلالات، حيث شحذت محاضرة الفيصل قرائح الحضور للتداخل بعبارات شعرية جميلة صفق لها الفيصل بكفيه وابتسامة نقية خرجت من القلب طرباً ورضاً.
أبدع الشاعر والمفكر صاحب مؤسسة الفكر العربي بنثر الكلمات على أديم القلب كمطر المواسم، حيث في محاضرته «الاعتدال السعودي» والتي سأترك للقارئ العزيز ألق اقتفائها وقراءتها، وضّح منهج الاعتدال والوسطية، وهو منهج يفسره قوله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ، وهو نهج المملكة التي انفردت ببناء دولتها على شرع الله في الكتاب والسنّة، مما ميّزها بخصوصية انفردت بها.
(«الاعتدال السعودي» منهج أعتقده وأدعو إليه ولو كان لديّ من الوقت كنت ما تركت منبراً ولا مكاناً إلاّ وأشعت فيه هذه الثقافة، حيث كلنا مسؤول عن تأصيل الاعتدال فكراً وعلماً وعملاً ومنهجاً، لأنّ هذا من المواطنة والمسؤولية والغيرة على الدين والوطن)، هذا ما أشار إليه الفيصل في محاضرة أعتقد أنه لخّص بها نهج حياة وشريعة دولة انتصرت بمنهج الاعتدال الذي خاضته في عدة معارك.
ما أريد أن أعبّر عنه، ولو أني لن استطيع بحروف قليلة، هو الجامعة التي لا تغيب شمسها « الجامعة الإسلامية» التي تعدّت نطاق العلم والمعرفة إلى الثقافة من خلال محاضرات كثيرة قامت بها آخرها محاضرة الفيصل عن منهج الاعتدال السعودي، والبهجة أن تلتقي في رحابها بطلبة من كل العالم أمريكا وجزر القمر والسنغال وبريطانيا.. اعتنقوا الإسلام ودرسوا الشريعة في جنباتها ليكونوا سفراء للإسلام والمملكة.
مفكرون ومثقفون وأكاديميون وإعلاميون حرص معالي د. محمد العقلا على حضورهم، وأبدعت الجامعة في أصول الاستقبال والضيافة، ولم يقتصر وجودهم على حضور المحاضرة، بل تعدّاها للقاءات فكرية جانبية لا بد وتكون مصدر ثراء وفائدة.
أقول لصاحب السمو أمير مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، عبد العزيز بن ماجد: رحم الله أباك وسدّد خطاك وأعانك وأدامك ذخراً وسعداً.
ولخالد الفيصل الذي استمتعنا معه بمشاهدة مسرحية الطفلين، ألا تعتقد يا سمو الأمير أنّ دور المسرح أبي الفنون يمكن أن يكون فعّالاً وضرورياً في هذه المرحلة، فهل ننتظر الدعم الذي يأمله المسرحيون وكثيراً ما يطالبون به؟ وهل ننتظر قناة او القناة الحلم لتكون لسان المناطق ومرآتها؟ تأسياً بالقناة الثقافية التي أبدعت أن تكون السندباد في نواحي المملكة وخارجها تواكب وتؤرِّخ وتتابع وتنقل؟
كل التحايا لطيبة الطيّبة ولأهلها الكرام
mysoonabubaker@yahoo.com