عندماكتب الأديب عبدالله الجفري- رحمه الله- عن خطر الإرهاب قبل سنوات.. وأصدر كتابه.. وطن فوق الإرهاب..جسد بذلك حبه للوطن وخوفه عليه.. وكأنه يقول لا شيء يعلو على سلامة الوطن وأهله..
ها هو يقول: إن الإرهاب لم يعد ينحصر في العمل المسلح التدميري العنيف فقط.. فهناك إرهاب بالكلمة وإرهاب بمصادرة حرية الرأي فلا يروج إلا الرأي الواحد.. ومثل هذا الإرهاب هو الذي يعمد مروجوه إلى قذف كل من يختلفون معه في الرأي بشتى النعوت والاتهامات التي صارت أسهلها: اتهام من يقول رأيا مختلفا بأنه: علماني أو شيوعي أو حتى عولمي؟!
إن أسلوب التوتر والتجلط الحواري والانفعال وإشعار الطرف الآخر الذي نختلف معه في الرأي أو الطرح بأننا: الأقوى منه والأقدر على إخراسه لهو أسلوب تنسحب عليه صفة الإرهاب بالكلمة أو بمصادرة الرأي الآخر.
إن هؤلاء الإرهابيين في تشويههم لسماحة الإسلام إنما يغرسون بذور الكراهية الشاملة وبأفعالهم إنما ينسفون الثقة ويكرسون الشكوك ولكنهم في النهاية لا يحصدون إلا الموت فلا يمكن أن ينجح أي عمل إرهابي يقوم على القتل والتخريب والكراهية بادعاء الإسلام والإصلاح.