في دراسة فريدة قام بها مجموعة من الباحثين للتعرُّف على سمات وطباع وعادت الأُسر التي تتمتع بقدر مناسب من الصحة النفسية والرضا والثقة بالنفس، وهي تشكِّل في مجملها مؤشرات جلية تعبِّر عن سعادة الأُسرة من عدمها، قد وجدوا أنّ سعادة تلك الأُسر لا ترتبط بشكل كبير بالترف وسعة العيش! كما أنه لم يكن مفاجئاً للدارسين كون أفراد تلك الأُسر لا يتصفون بالتصلُّب في الرأي أو ممارسة القهر الفكري، وإليك بعض ما تتميّز به تلك الأُسر السعيدة:
1. الحرص على عدم تعرُّض العلاقة الأُسرية لأي خدش، وتجدهم يهرعون لاحتواء أي سلوك من أحد الأفراد، هدفهم الأول حماية (الصورة الكبيرة) للأُسرة أو ما يسمّى بقانون (تقديم العلاقة على الموقف).
2. اجتهاد أفراد الأُسرة ما أمكن في أن يتفوّقوا على أنفسهم وليس على الآخرين، لذا لا تجدهم يتورّطون في عقد علاقة مقارنة مع من هم أفضل حالاً في جانب ما, أو مقارنة أحد أفراد الأُسرة بقرين له.
3. في الأُسر السعيدة لكل شخص قدر معقول من الخصوصية يستطيع معها الاختلاء بنفسه وممارسة هوايته دون أي مضايقة أو تطفُّل من أحد أفراد الأُسرة وفي نفس الوقت تحترم أوقات اجتماع الأُسرة والتخلُّف عنها غير وارد وغير قابل للاستثناء.
4. عند الأُسرة السعيدة تشيع ثقافة (التسامح) بينهم فلا تجدهم يضخمون الأمور ولا يحملون الأحقاد وهم في المقابل يختلفون وقد تتقاطع وجهات نظرهم ولكنهم يتعاملون بمبدأ (قد اختلف معك لكنني أحبك).
5. حفظ أسرار البيت وكذلك لا يتحدثون عن أنفسهم أو عن أحد أفراد الأُسرة إلاّ بالخير والذِّكر الطيب ولا يسمح لكائن من كان التعرُّض لأخ أو والد أو ولد.
6. الحرص على مشاركة الأفراد في مناسبتهم والاحتفال بهم فعندما يفوز أحدهم أو يتفوّق في دراسة أو ينجز مهمة، يعم الفرح داخل البيت وتجد الباقين يحتفلون بالمناسبة وكأنهم أصحابها، وكذلك تجدهم حال الأزمات حيث يتفننون في وسائل المواساة والتعزية ورفع المعنويات.
7. وجود قدر معتدل من التديُّن والمحافظة على الفروض الدينية، وثبات القيم والأخلاق خصوصا عند رموز الأُسرة.
8. وجود قواعد منزلية وقوانين أُسرية غير قابلة للتفاوض إلاّ في أضيق الحالات كأوقات النوم وساعات اللعب والصلاة والحجاب وحفظ اللسان وطاعة الوالدين واحترام الكبير.
9. وجود نظام للعقوبات واضح وعادل بدون مفاجآت أو علامات استفهام حول السبب أو التوقيت أو الآلية.
10. تجنُّب الوالدان إظهار الخلاف أمام الأبناء والحرص على إبداء الاحترام والتقدير للآخر، وكذلك عدم الانحياز لابن إذا ما اختلف مع والده أو والدته, فالأب والأم دائماً على حق وتصحيح الخطأ يكون بينهما.
ومضة قلم:
لو بلغت أعلى درجات النجاح وخسرت أُسرتك، فقد فشلت.
khalids225@hotmail.com