سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
فقد اطلعت على مقال الكاتب المتميز الأستاذ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ في العدد 14306 الثلاثاء 4-1-1433هـ الموافق 29 نوفمبر 2011م المعنون بـ(السيارة جاءت إلى الرياض على ظهور الإبل). حيث ذكر آل الشيخ نقلاً عن كتاب (ذكرياتي) لهاشم رفاعي. وهو عراقي من الذين عملوا مع جلالة المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. وذلك بمقال له في ذلك الكتاب بعنوان (السيارة من عمل الشيطان. جاءت فأنت بالقحط والجوع.. كيف يعالج ابن سعود تعصب شعبه) يقول فيه (في مستهل سنة1921م كانت الجمال تجتاز رمال الدهناء حاملة أول سيارة جلبت إلى نجد مع لوازمها كافة من بنزين وغيره، وفي سفح الجبل المطل على بئر (أبو جوفان) حيث لا رمال ولا تلال أنزلت السيارات من ظهور الجمال. بعد أن ركبت أجزاؤها أدار سائقها الهندي محركها فسارت نحو الرياض تنهب الأرض نهباً..).
أقول والشيء بالشيء يذكر روى لي الشيخ إبراهيم بن حمد العبدالجبار. إمام جامع جُوَيْ وأحد كبار السن والمقام في البلدة التي هي الآن من ضواحي مدينة المجمعة إلى الجنوب منها.. قال بأن الملك عبدالعزيز أراد نقل مدفع كبير من حائل.. وما كان هناك من وسيلة لذلك إلا بواسطة الجمال فأرسل يسأل عمن يستطيع القيام بهذه المهمة، ولديه نظر ورؤية حول كيفية تنفيذها..وصل المندوب إلى الشيخ حمد العبدالجبار في جوي.. فدلهم على محمد بن إبراهيم بن عقيل من أهل جوي. وهو رجل لديه جمال يستخدمها في نقل البضائع، وله رأي وخبرة.
أبدى العقيل بعد مقابلته استعداده لنقل ذلك المدفع إلى مدينة الرياض على ظهور الجمال واتفق مع المندوب على ذلك.. فذهب إلى حائل بجملين من أقوى الجمال وأجودها.. وهناك قام بربط خشبتين إحداهما في مؤخرة الجملين والأخرى في مقدمة الجملين، وذلك لكي لا يتفاوتا في المسير أو يتقدم أحدها على الآخر فيسقط ما فوقهما، ثم وضع قاعدة من الخشب فوق البعيرين لحمل المدفع. وعند تحميله عليهما جعلا في مكان منخفض واقفين. وسحب المدفع من الجهة الأخرى بواسطة الرجال حتى استوى على ظهريهما.. انطلق بهما من هناك مع رفاقه يغذون السير حتى تجاوزوا منطقة القصيم ثم نفود المستوي - الثويرات - ثم عبروا منطقة سدير حتى أوصلوه مدينة الرياض وكانوا يطعمون الجملين ويسقونهما مسافة الطريق وهما واقفين خوفاً من سقوط المدفع.
هذه إحدى الروايات التي تكشف عن مدى ما واجهته الدولة في بدايات تأسيسها على يد صقر الجزيرة رحمه الله.. مشاكل مع الطبيعة الصحراوية القاسية.. وصعوبات مع شعب منغلق يحارب كل جديد عليه، فإذا كانت السيارة من عمل الشيطان كما ذكر الكاتب، فالسيكل ما هو إلا حصان من أحصنة إبليس، وما المبرقات إلا من عمل السحر. ولا ننسى ذلك الذي رحل مع مذياعه من إحدى البلدان النجدية إلى الظهران حيث يعمل في أرامكو رحل مع الراديو الذي قدم به. فهو رجس تتحدث من خلاله الجن والشياطين.. إلخ وبالأمس القريب كانت الصحون اللاقطة ترمى بام صتمه.. وياليت ذلك يتم باسم الجهل والتخلف. الكارثة أن ذلك كله يتم باسم الدين..!؟ والله المستعان
حمود بن عبدالعزيز المزيني - المجمعة