مساء السبت قبل الماضي كانت كل الطرق تؤدي إلى كلاسيكو العالم وصنعة كرة القدم الحقيقية، صراع الواقع والحلم، أكثر من ثلاثمائة مليون تابعوا اللقاء، وعلى القاطنين خارج البرنابيو مراعاة ظروف التوقيت، ولن أقول فروق الطموحات والتطلعات والآمال، فشتان بين هذه وتلك؛ حيث إن نجوم البرشا كان همهم الوحيد إمتاع عشاق كرة القدم، وإشباع نزواتهم ونهمهم الكروي بكل فنون المستديرة، وكان لهم ما أرادوا في نهاية المطاف وتقليص فارق النقاط وصدارة الليغا، أما على الطرف الآخر فكان النقيض تماماً حيث دخل نجوم الملكي وهاجسم ومبتغاهم الأوحد هو فك عقدة برشلونة وهزيمتهم، وشتان بين أحلام ومبتغى الاثنين فدخل المدريديون مكبلين بالخوف متوجسين من هزيمة في عقر دارهم، وكانت الهزيمة بثلاثية مع الرأفة.

وبالرغم من البداية القوية للريال وإحرازه هدف التقدم وإضاعة العديد من الفرص المحققة خصوصاً رونالدو الذي للأسف عجز وللمرة الألف في إثبات نفسه في مثل هذه الظروف والأحداث الكبيرة واللقاءات المهمة والتي ينتظر جمهور الملكي أن يرى بصمته، ولا ننسى المدرب مورينيو الذي هو الآخر لم يستطع فك شفرة برشلونة منذ مجيئه للكيان الكبير ريال مدريد، خاصة في لقاءات الدوري، ورغم أنني مدريدي الهوى وملكي الهواية إلا أنني لم أجد غضاضة في أن أبارك لكافة عشاق البرشا ومحبي الفن والذوق الكروي الرفيع، ونأمل أن يستمر عطاء الملكي في بقية جولات الليغا الإسباني بنفس الرتم العالي والمتصاعد ولا يتأثر بالهزيمة من الغريم التقليدي ويحققوا اللقب كأقل تعويض للجمهور المدريدي الرائع.

عمر محمد القعيطي