|
نعتقد جميعًا أن الأفلام الرياضية لا تسرد سوى لحظات بطولية وطموحات الوصول للقمة وما إلى ذلك من أساليب تعودنا مشاهدتها في العديد من الأفلام الهوليودية التجارية التقليدية، وهذا الأمر الذي جعل الكاتبين ستيفين زيليان مع ارين سوركن حذّرين جدًا أثناء كتابتهما الماهرة جدًا لهذا النص الذي يتطلب عناية كافية من الكاتب لنيل رضا النقاد والأكاديميات السينمائية والأهم الجمهور السينمائي، بمعنى أنه من الصعب بل من المستحيل أن تصنع فيلمًا رياضيًا لينسجم من رغبات النقاد والمتخصصين والجمهور الذي يبحث عن نهاية بطولية حالمة وأحيانًا ساذجة.
ومن هناك يأتي المحك والاختبار الحقيقي لاثنين من أمهر الكتاب في هوليود حاليًا، فالأول كتب نماذج سينمائية قوية مثل (A Civil Action) و(Gangs of New York)، والثاني خلق لنا واحدًا من أفضل النصوص السينمائية المذهلة خلال العشر سنوات الماضية نتحدث هنا عن النص التجديدي في فيلم (The Social Network).
يبدأ الفيلم بنقاش كليشيهي حول كيفية تطوير فريق لكرة البايسبول ومن هنا نجد بناء لشخصية المدير الفني الواعد بيلي الذي يؤديها الممثل براد بيت، في شخصية بيلي نجد أن هناك إصرارًا على تكسير القواعد التي يصر عليها المديرون التنفيذيون في الفريق.
ومن هنا يتحدى بيلي البقية بأن خطته في بناء فريق تتطلب شجاعة في القرارات ومن أهمها تغيير في أماكن اللاعبين وعزل بعضهم وجلب آخرين من فرق أخرى في مغامرة مالية ستكون عواقبها جهنمية في حالة الفشل والأهم تأهيل وتقييم اللاعبين من خلال برنامج حاسوب واجهه العديد بالتخوف والسخرية أحيانًا، من الجانب الآخر والشخصي نجد أن شخصية بيلي العائلية مشتتة على عكس وجوده من الفريق في الملعب. يدعم بيلي في خطته المربكة والمليئة بالمخاطر زميله في العمل «بيتر» الذي يوكله «بيلي» للمهمات الصعبة ويستعين به في الاستشارات الفنية، يقابل ذلك وجود مدرب عنيد وصعب المراس وهو «ارت» الذي يواجه العديد من المشكلات والاختلاف في وجهات النظر بينه وبين المدير الفني بيلي، قام بدور المدرب الممثل فيليب سمور هوفمان مقدمًا بذلك أحد أفضل الأدوار الثانوية لهذا العام.
براد بيت هو الآخر يجد ترحيبًا من العديد من الجوائز النقدية والقوائم الصحفية في فئة أفضل ممثل رئيس لهذا العام على بالرغم من أنه لم يقدم الكثير في الفيلم ولكن تبدو شعبيته الطاغية سببًا مباشرة في انحياز بعض الروابط النقدية والنشرات الصحفية لأدائه.
الفيلم يقع في مقدمة أفضل الأفلام هذا العام بحسب العديد من المواقع السينمائية والقوائم الخاصة بالمجلات المعتبرة، ووجود الفيلم في العديد من القوائم المهمة في مواقع سينمائية متخصصة على الإنترنت، ومسألة ترشحه للأوسكار وقت ليس إلا، في حين يجد الكثير من المتابعين أن هذا الفيلم هو أنضج أفلام المخرج بينيت ميلر الذي سبق أن قدم فيلمًا قيمًا هو (Capote)