|
الجزيرة - المحليات
رأس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز اجتماع مجلس إدارة الهيئة السادس والعشرين الذي عقد بمقر الهيئة العامة للسياحة والآثار في الرياض.
وفي بداية الاجتماع ثمن المجلس عاليا ما تحظى به السياحة والتراث الوطني من اهتمام بالغ من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله)، معبرا في هذا الصدد عن الاعتزاز باستقباله (رعاه الله) في شهر رمضان الماضي لسمو رئيس الهيئة والفريق العلمي السعودي المشارك في اكتشاف موقع المقر، واطلاعه (أيده الله) على نماذج من قطع هذا الاكتشاف الذي يعد أقدم موقع تم اكتشافه حتى الآن لاستئناس الخيل في العالم، وتوجيهه بعرض هذه القطع في معرض (روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور) الذي يقام في أكثر من متحف عالمي. ورعايته (حفظه الله) لمعرض الآثار الوطنية المستعادة الذي تعد الهيئة لإقامته في المتحف الوطني وذلك بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» 1433هـ.
ونوّه المجلس بما تجده الهيئة والسياحة والتراث الوطني من دعم واهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية (رئيس مجلس إدارة الهيئة سابقا)، وما أصدره حفظه الله من توجيهات في هذا الإطار، والتي كان آخرها توجيهه - حفظه الله- لأمراء المناطق بالتأكيد على الجهات ذات العلاقة بعدم إزالة أي مبنى تراثي إلا بعد التنسيق مع الهيئة، مؤكدا أن ذلك الاهتمام من القيادة حفظها الله يعكس الاهتمام بقطاعات السياحة والتراث الوطني لما لها من دور مهم في تنمية اقتصاد المملكة وحفظ موروثها الحضاري.
واستذكر المجلس الدور الهام لمؤسس الهيئة ورئيس أول مجلس لإدارتها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، وما قام به من جهود ورؤية عميقة لتنمية السياحة في المملكة حتى تبلور ذلك بإنشاء الهيئة.
وأكد المجلس على أهمية الحملة الوطنية لتعزيز البعد الحضاري للمملكة التي دشنها سمو رئيس الهيئة مؤخراً، مشيراً إلى دورها الرئيس في التوعية بالتراث الوطني وتنميته ليبقى مصدراً لاعتزاز المواطن ومورداً ثقافياً واقتصادياً مهماً للوطن، وليشكل بعدا جديدا يضاف إلى ما يعرفه العالم عن المملكة من أبعاد دينية وسياسية واقتصادية.
وهنأ المجلس أمين عام الهيئة السعودية للحياة الفطرية عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد بصدور الأمر الملكي الكريم بأن «يكون الأمين العام للهيئة السعودية للحياة الفطرية رئيساً لمجلس إدارتها ويعاد تشكيل المجلس تبعاً لذلك»، وأشاد المجلس في هذا الصدد بالتعاون الكبير والبناء بين هيئتي «السياحة والآثار» و»الحياة الفطرية»، مؤكدا على أهمية التنسيق المستمر مع الهيئة السعودية للحياة الفطرية بما يسهم في الالتزام بقضايا البيئة وتطوير المسارات الاقتصادية التي التزمت بها الهيئة.
كما هنأ المجلس الوزراء والمسئولين الذين صدر الأمر الملكي الكريم مؤخرا بتعيينهم، متمنيا لهم التوفيق في المهمة التي هم أهل لها في خدمة الوطن والمواطن، وأعرب عن تقديره للوزراء والمسئولين السابقين على ما بذلوه من دعم وتعاون مع الهيئة، وما قدموه لبلادهم من خدمات جليلة وكبيرة طوال فترة عملهم.
ونوه المجلس بالنجاح الكبير الذي حققه معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور، الذي استضافه متحف الارميتاج في مدينة سانت بطرس بيرج بجمهورية روسيا الاتحادية واختتم أواخر سبتمبر الماضي، بعد أن حقق خلال الأشهر الأربعة التي أقيم فيها رقماً قياسياً في عدد الزوار بلغ (530) ألف زائر، وأكد المجلس اعتزازه بتميز هذا المعرض وما حققه من أصداء واسعة وما استقطبه من زوار بلغوا في محطاته الثلاث بمتحف اللوفر في باريس ومؤسسة لاكاشيا الإسبانية والأرميتاج بمدينة سانت بطرس بيرج الروسية أكثر من مليون زائر. وأعرب المجلس عن ثقته باستمرار هذا النجاح والإقبال على المعرض في محطته الرابعة في متحف البرغمن في العاصمة الألمانية برلين والذي سيفتتح في الخامس والعشرين من يناير القادم 2012م.
وأبدى المجلس اهتمامه بما لقيه الملتقى الأول للتراث العمراني والوطني الذي نظمته الهيئة مؤخرا في جدة، بالتعاون مع أمانة محافظة جدة، وجامعة الملك عبد العزيز، تحت رعاية سمو أمير منطقة مكة المكرمة، من إقبال وتفاعل من الشباب والأسر عكسه عدد زوار الملتقى وفعالياته المصاحبة والذي تجاوز (100) ألف زائر، مؤكدا على أهمية ما أقره الملتقى من توصيات ستسهم بإذن الله - في إبراز أهمية التراث العمراني بالمملكة والعمل على تأهيله وتوظيفه اقتصاديا وليكون رابطاً بين الأجيال والتاريخ الذي احتضنته هذه المواقع.
وأعرب المجلس عن تقديره للجهات والشخصيات التي كرمتها الهيئة في لقائها السنوي، مؤكدا على أهمية نهج الهيئة في الشراكة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص وحرصها على تكريم الجهات والشخصيات التي أسهمت في دعم السياحة والتراث الوطني وتقدير الجهود التي بذلوها لخدمة وطنهم في هذا المجال، وأشاد المجلس بالنجاح الذي حققته الهيئة في تعزيز هذه الشراكات واستمرارها في توقيع عدد من الاتفاقيات التي بلغت حتى الآن 68 مذكرة تعاون مع الجهات الحكومية والجامعات والمجتمعات المحلية، وتخصيص الهيئة فرقا للتأكد من سير العمل في هذه الاتفاقيات وقياس نتائجها.
وأشاد المجلس بما حققه الملتقى الأول للوحدات السكنية المفروشة الذي نظمته الهيئة بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، وما شهده من حلقات نقاش جمعت أكثر من 400 مشارك من المستثمرين والمسئولين في الجهات ذات العلاقة بالقطاع لمعالجة التحديات التي يواجهها الاستثمار في الوحدات السكنية المفروشة، والعمل على تطبيق التصنيف والمراقبة حماية للمستثمر الجاد والسياح المستفيدين من هذه المنشآت مما يسهم في الارتقاء بهذا القطاع، وهو ما يعد امتدادا لنهج الهيئة في الشراكة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص في جميع أنشطتها وبرامجها المختلفة.
وثمن المجلس دعوة مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين - أيده الله- الصيف الماضي الهيئة والجهات الحكومية والقطاع الخاص إلى بذل مزيد من الجهد لتهيئة المواقع والخدمات السياحية في مناطق المملكة لخدمة المواطنين الذين يتزايد إقبالهم على قضاء إجازاتهم داخل بلادهم، لما ينتج عن ذلك من تعريف للمواطنين بما تزخر به المملكة من مقومات سياحية، وما تنعم به من أمان ونهضة، إضافة إلى ما ينتج عن نمو الحركة السياحية من فوائد اقتصادية وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين في المناطق.
ونوّه المجلس في هذا الإطار بنمو الحركة السياحية لصيف عام 1432هـ، وما قامت به الهيئة بالتعاون مع مجالس التنمية السياحية وشركائها في المناطق من جهود لتهيئة الأنشطة والمواقع السياحية، وتوفير خيارات سياحية أكثر تنوعاً، منوها بما أوضحته نتائج تقرير الحركة السياحية خلال الصيف الذي أعدته الهيئة، والتي أظهرت نمو السياحة المحلية خلال فترة الصيف الماضي بنسبة 27% مقارنة بصيف عام 1431هـ. وتجاوز عدد الرحلات السياحية 8.8 مليون رحله مقابل 6.9 مليون للصيف السابق، محققة إنفاقا يتجاوز 10.4 مليار ريال.
وأبرز المجلس أهمية اجتماع المجموعات التشاورية الشبابية والذي سيعقد برعاية سمو رئيس الهيئة وسمو الرئيس العام لرعاية الشباب يوم الثلاثاء القادم 2 صفر 1432هـ الموافق 27 ديسمبر 2011م. وسيتضمن تدشين عمل المجموعات الشبابية التشاورية التي شكلتها الهيئة في المناطق لإيجاد بيئة حوار للشباب لطرح أفكارهم وفهم رغباتهم السياحية، وأكد المجلس على أهمية هذه المجموعات في إشراك الشباب في خطط وأنشطة الهيئة المتعلقة بسياحة الشباب، وهو ما يعد امتدادا لنهج الشراكة الذي تعمل عليه الهيئة مع كافة المستفيدين من أنشطتها وبرامجها المختلفة.
بعد ذلك استعرض المجلس في اجتماعه عددا من الموضوعات المتعلقة ببرامج ومشاريع الهيئة المختلفة.