إن المتتبع للفعاليات الثقافية التي تقام في المملكة يجد قلة حضور الجمهور إليها وقد يصل الأمر إلى أن عدد الحاضرين لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة وهذا مؤشر لا يبشر بخير إذا أخذنا بالاعتبار أن المملكة تعتبر في وقت سابق هي من الدول الرائدة في الحضور الجماهيري لهذه الفعاليات، ولكن قد يتساءل قارئ فيقول إن هذا الوقت يختلف عن سابقه لأننا في عصر العولمة التي أتت بالتقنية المتطورة والتي تمكن المتعطش إلى هذه الفعاليات متابعتها وهو في بيته أو مكتبه، فنقول نعم ولكن هناك فرق بين المتابعة والحضور، فالمتابعة هي إحاطة بجزئية من هذه الفعاليات ولكن الحضور هو إثراء ومداخلات ومناقشات وبشكل مباشر مع فرسان هذه الفعاليات؛ فلهذه لا بد من معرفة أسباب العزوف عن حضور هذه الفعاليات وسبل معالجتها من خلال تنسيق بين الجهات الحكومية المعنية بإقامة هذه الفعاليات ولا سيما التي تندرج تحت مسمى الثقافة والمعني بها بالمقام الأول وزارة الثقافة والإعلام التي أصبحت في السنوات الأخيرة من اختصاصها أيضاً الجامعات في المملكة تقام فيها الكثير من الفعاليات الثقافية سواء كان أثناء معارض الكتب أو المناسبات الأخرى التي تقيمها الجامعات بين وقت وآخر كذلك وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب تقام فيها الكثير من الفعاليات الثقافية، هذه الجهات مجتمعة تشكل مصدراً قوياً داعماً للثقافة لا بد من التنسيق بينها عند إقامة مثل هذه الفعاليات وأن تكون الكلمة قبل كل شيء لوزارة الثقافة والإعلام التي لا بد أن يكون لها إستراتيجية واضحة المعالم يشارك في وضعها الجهات التي أشرت إليها في ثنايا هذه المقالة تتضمن خطة شاملة للثقافة تراعي موروثنا الثقافي ولغتنا العربية الأصيلة المعين الأول للثقافة والبحث أيضاً عن الحكمة في الثقافات الأخرى كذلك أيضاً أن يكون هناك معايير في كيفية انتقاء الشخصيات المبدعة التي تسهم في التنوير الثقافي أيضاً أن يكون هناك تنسيق بين هذه الجهات بحيث أن لا يكون هناك تضارب في مواعيد إقامتها، أما بالنسبة لمعالجة العزوف الجماهيري في عدم الإقبال على هذه الفعاليات فيتلخص فيما يلي:
1 - انتقاء الأشخاص الذين سوف يكونون فرسان هذه الفعاليات بشكل دقيق من خلال سيرتهم الأكاديمية وتواجدهم في الساحة الثقافية.
2 - الحرص بقدر الاستطاعة أن لا يكون أثناء إقامة هذه الفعاليات مناسبة ثقافية أخرى.
3 - أن يكون هناك تغطية إعلامية سابقة وحاضرة للفت انتباه المهتمين بالشأن الثقافي وتشجيعهم على الحضور.
4 - مشاركة القطاع الخاص والتشجيع على حضور هذه الفعاليات من خلال رصد جوائز عينية ومادية يتم السحب عليها أثناء إقامة هذه الفعاليات.
5 - قيام اللجان الثقافية بالأندية بحث المنتسبين إليها في حضور هذه الفعاليات.
6 - تشجيع وزارة التربية والتعليم طلابها على حضور هذه الفعاليات من خلال الإعلام التربوي وتحفيز الطلاب بالحضور وإعطائهم درجات مقابل ذلك والتأكيد أيضاً على المعلمين بالحضور وتحديد أقل نسبة لا بد من حضورها من كل مدرسة تشمل المعلمين والطلاب كذلك ما ينطبق على طلاب وأساتذة التعليم العام ينطبق على التعليم العالي.
والله من وراء القصد،،