ما زال الاتحاد السعودي لكرة القدم يتعاطى مع المحيط الخارجي الجماهيري والإعلامي بأسلوب عفا عليه الزمن ولم يعد قابلاً للإقناع، أو بمعنى أدق لا يليق بأن يكون موجوداً في هذا الزمن الانفتاحي والشامل..!!
أسوق هذه المقدمة وأنا أتمعن برد فعل الاتحاد السعودي أو رعاية الشباب - كله يمشي- حول الأحداث التي صاحبت مباراة الشعلة والهلال على ملعب الأول ضمن مسابقة كأس ولي العهد، فردة الفعل كانت خالية من المعنى الحقيقي للإصلاح حيث واصلت العادة حضورها عبر قرار: تشكيل لجنة للتحقيق..!!
المنظر المتخلف وغير الحضاري والذي تناقلته الصحف والتلفزيونات والوكالات وكشف واقعاً رياضياً مؤسفاً لبلد مثل المملكة العربية السعودية لا ينبغي أن تطفئه لجنة تحقيق بل إن الأمر يتعدى ذلك..!!؟؟
رعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم هم الأولى بأن يتم إقرار لجنة تحقيق عاجلة لمناقشتهم حول تلك المشاهد والفوضى المخجلة فما حدث كان متوقعاً بنسبة كبيرة لظروف المكان والزمان؟؟
كتبت الأسبوع الماضي عن المحاسبة وتأثيرها الإيجابي على مسيرة العمل الناجح واليوم أعيد وأكتب عن فحوى تبريد قضية أخطأ فيها مسؤولو رعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم وإيهام المحيط الخارجي بأن هناك لجنة تحقيق والتي أتوقع أن تخلص لإدانة الصغار فقط!!
كيف تم إقرار مكان المباراة والطرف الضيف فريق كبير جداً وجماهيريته ضخمة جداً والمكان لا يتسع وضيق وليس فيه أدنى درجات السلامة والأمان حاله كحال ملاعب كثيرة متخلفة وغير جديرة بالبقاء في هذا الزمن..؟
ما هو نوع الدعم الذي أعطته رعاية الشباب والاتحاد السعودي لمكتب رعاية الشباب بالخرج لينجح في هذا المأزق الصعب خاصة وأن طاقمه صغير جداً على المباراة وتأهيله الإعدادي والتنسيقي مع الجهات ذات العلاقة ليس تأهيلاً لمباراة يكون طرفها فريق كالهلال..؟
هل كانت رعاية الشباب والاتحاد السعودي تنتظر أن تحدث كارثة أو يموت مشجعين كي يتم الالتفات للأخطاء الجسيمة وفي مثل تلك الظروف؟؟
لجنة تحقيق على ماذا؟؟
من يحقق مع من؟؟
هذه ملاعبكم وهذه استعداداتكم وهذه كوادركم وتلك تنسيقاتكم.. إذاً لجنة على ماذا؟؟
ليس ذنب الجماهير أنها تحضر مبارة للهلال أو أي ناد جماهيري كبير في ملعب يصلح فقط لمباريات الدرجة الأولى ثم تجد مثل تلك الفوضى.. تلك عقليات الجماهير فلا هيبة توجد ولا نظام يردع..!!
لجنة تحقيق على ماذا؟؟
من يحقق مع من؟؟
ملاعب لم يطأها التطوير والتغيير وكوادر حبيسة الاجتهادات واهات يسمعها الكل تنطلق من موظفي رعاية الشباب بالمناطق ومسؤولي الأندية لكن بالتأكيد لم ولن تصل الى لجنة التحقيق إطلاقاً..!؟؟
كتبت وسأظل أكتب للأبد.. عن مؤسساتنا الرياضية المتشابكة مع بعضها البعض فلن يحدث أي تطوير بل سنسمع كل يوم لجنة تحقيق وكل شهر لجنة داخل الاتحاد وكل أسبوع قرار ينقض قراراً، وهكذا لأنه وباختصار لا أحد يجرؤ أن يقول.. لماذا أو لا أو حتى ممكن مداخلة..!!
دعائي مع من سيكون ضحية لتلك اللجنة المحققة الموقرة سائلاً الله عز وجل أن يجعلها كفارة له، أما المنزهين عن الأخطاء فنقول ارحمونا..!!
قبل الطبع:
أقرب طريق للدبلوماسية أن تقول لا أدري.. وأقرب طريق للنجاة من فشل التخطيط تكوين لجنة..!!
msultan444@hotmail.comhttps:/twitter.com/ msultan444