عندما أقول إن التعليم هو الحل فأنا لا أقصد بالطبع التعليم الذي ينفذ حالياً في مدارسنا وجامعاتنا، فما يجرى في مدارسنا اليوم لا يمكن تسميته تعليما بالمعنى المهني والمعايير العلمية التي اتفقت عليها أمم الشرق والغرب المتقدمة.. نعم لدينا تعليم إن كنا نقصد بالتعليم مجرد أن تغدو ملايين الطلاب إلى مدارسها كل صباح وتعود إلى منازلها ظهرا، نعم لدينا تعليم إذا كان المقصود أن ترى جموع المعلمين يخرجون من فصول ويدخلون أخرى، أو ترى ميزانيات تخصص ومدارس تفتح وقيادات تذهب وأخرى تأتي. ما نقدمه من تعليم ليس هو في الواقع «التعليم الحل» بل هو « التعليم المشكلة» الذي يخلق الأمية الجديدة ويربي التسليم الأعمي ويقتل الإبداع الفردي ويزيد البطالة المقنعة ويهدر المال دون عائد تنموي مقابل، و من يظن أنني مفرط في التشاؤم فليذهب إلى أقرب مكتبة جامعية ليرى ماذا تقول الدراسات والبحوث عن حال تعليمنا، ومن لا يثق بتلك البحوث (كما تفعل مؤسستنا التعليمية) فعليه أن يدخل بعض المواقع العالمية التي تضعنا مع الآخرين على مسطرة التعليم والتنمية البشرية ليكتشف كم نحن متخلفين في السباق. تعليمنا هو مستقبلنا وبناء عليه فإن المنطق يقول إننا يجب ألا نجامل أحد وألا نسمح بتمرير الأخطاء أيا كان مرتكبها. عندما يكون ثمن الخطأ هو حياتك فلن يلومك أحد عندما تتشدد في إغلاق كل المنافذ الممكنة لظهور ذلك الخطأ.