|
الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح
وقع معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري صباح أمس السبت عقوداً إنشائية لمشاريع حيوية بالمدن الجامعية بتكلفة إجمالية تبلغ (1.065.841.773) ريال، وتشمل هذه العقود، عقد مشروع إنشاء المستشفى الجامعي بالمدينة الجامعية لجامعة الجوف، وكذلك عقد مشروع إنشاء المستشفى الجامعي بالمدينة الجامعية لجامعة نجران، وعقد مشروع إنشاء الموقع العام بمجمع الكليات الجامعية برفحاء، وكذلك عقد مشروع إنشاء محطة الكهرباء بالمدينة الجامعية لجامعة الحدود الشمالية بعرعر.
وأوضح معالي الدكتور العنقري أن العقود التي تم توقيعها هي امتداد لمجموعة عقود دأبت الوزارة على توقيعها في إطار استكمال البنى التحتية للمدن الجامعية التي يتم تنفيذها في مناطق ومحافظات المملكة، والتي بدأت الدراسة فعلياً ولله الحمد في العديد منها. وأعرب معالي وزير التعليم العالي عن غبطته بأن تتضمن تلك المشاريع إنشاء عدد من المستشفيات التي تخدم مناطق ومحافظات تلك الجامعات، والتي تتراوح طاقتها الاستيعابية بين مائتين وستمائة سرير، موضحاً بأن المستشفيين اللذين تم توقيع عقديهما هذا اليوم هما جزء من منظومة واسعة لتسعة مستشفيات جامعية بتكلفة مالية تزيد عن أربعة مليارات ريال، فقد سبق وأن تم توقيع عقود أربع منها يجري تنفيذها حالياً في المدن الجامعية لجامعات حائل وجازان وطيبة والقصيم، مشيراً معاليه إلى أن هذه المشاريع الصحية تأتي مساندة ومكملة لجهود وزارة الصحة في تقديم رعاية صحية تلبي احتياجات أفراد المجتمع، وتؤكد الحرص على ممارسة الجامعات السعودية لدورها في التوعية الصحية التثقيفية للمجتمع إلى جانب هدفها الأكاديمي الصحي وسعيها لتهيئة البيئة المناسبة لتعليم وتدريب الكوادر الصحية السعودية ودعم البحث العلمي. ورفع معاليه أسمى آيات الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظهما الله- على ما يوليانه لقطاع التعليم العالي ومنسوبيه من دعم سخي ورعاية كريمة بما يمكنه من تأدية رسالته في خدمة المجتمع.
وأكد معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري مضي الوزارة في التنسيق والمتابعة مع الوزارات والجهات ذات العلاقة بما فيها وزارة الصحة فيما يخص المستشفيات الجامعية وكليات الطب وكذلك الجهات التي لها علاقة بالخدمات الصحية. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده معاليه صباح أمس بالوزارة عقب توقيعه عقوداً إنشائية حيوية بالمدن الجامعية.
وأضاف معاليه أنه تم إنشاء منظومة للمستشفيات التعليمية في معظم كليات الطب وسوف تستكمل -بإذن الله- في كليات الطب كافة في المملكة، وقال معاليه فيما يخص التوظيف والوظائف فهي متاحة للجميع للمبتعثين وخريجي الجامعات السعودية. وإنشاء هذه المستشفيات الجامعية يتيح مجالاً آخر للتوظيف في مختلف المجالات الإدارية.
وبين معاليه فيما يطلق بالمشاريع القديمة أنها ليست في وزارة التعليم العالي فقط بل في كافة الجهات الحكومية والتي واجهت بعض الأمور الخاصة بمواد البناء هذه المشاريع تأخرت بعض الشيء ولكنها انتهت الآن وسلمت، يمكن يكون هناك مشروع واحد تبقى سيتم الانتهاء منه بإذن الله. هذا بالنسبة للمشاريع القديمة التي واجهت بعض المصاعب الخارجة من إرادة الجهة المنفذة وتم تنفيذها والحمد لله.
وقال معاليه في معرض إجابته بالنسبة للمشاريع الجديدة التي وقعت العام الماضي والعام الحالي أنها تسير بشكل جيد وليس هناك تأخير فيها -إن شاء الله.
ورداً على سؤال للجزيرة عن دعم الجامعات بكفاءات تدريسية وتعليمية لسد احتياجات تلك الجامعات، قال معاليه: رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فيما يتعلق بتطوير التعليم العالي هو تطويره من جميع الأبعاد، وهناك إنشاء الجامعات ونشرها في كافة أنحاء المملكة، وكذلك إنشاء المدن الجامعية المتكاملة الخدمات، وهذا موجود الآن في كل الجامعات الجديدة، وأيضاً في فروعها التي أُنشئت خلال السنوات الماضية، وهناك مدن جامعية يتم تنفيذها بشكل منتظم. الشيء الثالث إعداد الكفاءات التي تعمل للعمل في المدن الجامعية بالنسبة للأساتذة وهو الأهم، فقد تم إيجاد وظائف معيدين في كافة هذه الجامعات وبأعداد كبيرة جداً كافية -إن شاء الله- لتغطية احتياجات هذه الجامعات من الكفاءات السعودية أو على الأقل معظم احتياجاتها خلال فترة لا تتعدى خمس أو ست سنوات قادمة بجميع الجامعات السعودية سواء في المدن الرئيسة أو في المحافظات كما ابتعثت أعداد كبيرة من المعدين في مختلف دول العالم ولكن بالذات في أمريكا الشمالية لإعدادهم للعمل كأعضاء هيئة التدريس. بالنسبة للوظائف الأخرى المساندة هناك خريجو الجامعات وخريجو برنامج الابتعاث فسيكونون سنداً في شغل هذه الوظائف. أيضاً نقطة أخرى التي هي البُعد الآخر الخامس وهو موضوع الجودة التي أيضاً بناء وتشغيل الكوادر البشرية وأيضاً أن تكون الجودة عالية في هذه الجامعات من خلال برامج سواء كانت برامج داخلية عن طريق الهيئة الوطنية للاعتماد الأكاديمي أو عن طريق الشركات والشراكات والعلاقات التي تقيمها الجامعات الأخرى أو مع مؤسسات اعتماد عالمية.
وبين معاليه فيما يخص إنشاء الجامعات قائلاً إن إنشاء الجامعات والكليات والأقسام العلمية يتم من خلال مجلس التعاليم العالي. وهذا المجلس ممثل فيه جميع الجهات المعنية بسوق العمل: وزارة التخطيط، وزارة الخدمة المدنية، وزارة العمل، وزارة المالية، جميعهم أعضاء في مجلس التعليم العالي ولهم دور في القرار الذي يتخذ لإنشاء الجامعات والكليات، وخلال السنوات العشر الماضية أو أكثر لم يعتمد أي كلية أو قسم إلا وهي مرتبطة بسوق العمل. وأيضاً إعادة هيكلة الجامعات وإعادة هيكلة بعض البرامج في الجامعات وإعادة هيكلة كليات المعلمين وكليات البنات كلها جاءت لربط مخرجات التعليم بسوق العمل.
وأجاب معاليه على سؤال حول وجود أعداد كبيرة من الموظفين المتعاقدين في الملحقيات السعودية في الخارج قائلاً: الحقيقة نثمن ونسعد ونسر لتوفير قدرات وطنية في الملحقيات ضمن مشروع السعودة، هناك مئات من الذين يعملون في الملحقيات السعودية. وأوضح معاليه بصريح العبارة قائلاً: إنه يصعب أن نجد من يستطيع أن يقوم بهذه الأعمال، أو من عنده الرغبة في الإقامة في دول مختلفة من العالم بسبب ارتباط المواط بأسرته وأولاده وأعماله لا يرغب ترك أسرته، لذلك تضطر الملحقية الثقافية بأن تتعاقد مع الكفاءات الملحية، ثم تظهر بعض الأمور التي تبرز عن قصور في تقديم الخدمات بالشكل المطلوب. ولكن نحن نتحدث عن فترة زمنية قصيرة حدث فيها أشياء كثيرة، ابتعاث عشرات الآلاف من الطلاب، إجراءات التعاقد حتى التكاليف بأخذ وقته الكافي للحصول على التأشيرات وبعض الإجراءات الأخرى.
واستطرد معاليه: لكن الآن وبوجود البوابة الإلكترونية ووجود أعداد كبيرة من المشرفين الدارسين تقلصت السلبيات كثيراً ونعمل بجد من خلال الملاحظات والعمل للتخلص من هذه السلبيات.
ورداً على سؤال لإنشاء جامعات والتوسع في ذلك، قال معاليه: الحقيقة وجود مبنى بمسمى جامعة لا يحل المشكلة، في الوقت الحاضر نعمل على إيجاد كليات علمية في مختلف التخصصات تخدم سوق العمل في مختلف المحافظات، ومجمعات هذه الكليات تتوسع بالذات في حفر الباطن، حيث إن مجلس التعاليم وافق في الجلسة الماضية على إنشاء بعض الكليات، فالآن جاء تنفيذ ما وافق عليه مجلس التعليم العالي. وشدد معاليه على أهمية افتتاح الكليات في الوقت الحاضر ثم تتحول إلى جامعات.
وحول سؤال للجزيرة عن تخصيص سكن للطالبات اللاتي يدرسن من خارج موقع الجامعة، أجاب معاليه: إن هذا الموضوع لم يفت على المسؤولين في وزارة التعليم العالي، وهناك ضمن المدينة الجامعية القسم الخاص بالبنات هناك سكن سيكون مخصصاً للطالبات في هذه المدينة، لكن حتى يتم بناء هذا لا بد من التنسيق مع الجامعة على أساس سكن مؤقت لمن ترغب من الطالبات أن تقيم في هذا السكن وتكون قريبة من الجامعة، ولكن الأهم من هذا أنه يتم حالياً تنفيذ إنشاء كليات جامعية متوسطة بالقرب من عدد كبير من البلدان التي تبعد عن المركز الرئيس أو المجمع الرئيس للجامعة، وبإنشاء هذه الكليات التي تقدم الخدمة للطالبات في هذه المحافظات وأيضاً تقدم للطلاب بعض التخصصات بهدف الحد من معاناة الدارسين وتوجيههم للدراسة في أماكن دراسية بعيدة عن سكنهم.